شاهد: طبيبة سورية أمريكية عائدة من غزة تروي تفاصيل صادمة عن معاناة الأطباء في ظل الحرب المستمرة

“كانت تجربة صعبة، فالمعاناة التي رأيتها على أرض الواقع كانت أسوأ بكثير مما نراه في الصور والفيديوهات”.. هكذا وصفت الطبيبة السورية الأمريكية رزان، العائدة مؤخرًا من غزة، الأسابيع التي قضتها في مستشفى شهداء الأقصى.

وأضافت رزان، للجزيرة مباشر، أن المستشفى كان يعاني من نقص حاد في الأدوية والأدوات الطبية، وأن المرافق الصحية كانت مكتظة بالمرضى، وقالت في هذا السياق “بل كان من الطبيعي أن أسير فوق الجرحى والمرضى الذين لا يجدون مكانًا ليعالجوا فيه، حيث لا توجد أماكن كافية في المستشفى لاستقبال الأعداد المتزايدة”.

وأضافت الطبيبة “المستشفى الذي كان من المفترض أن يخدم 250 ألف شخص، أصبح اليوم يخدم أكثر من مليون و200 ألف نازح بسبب النزوح المتكرر، كنت أرى يوميا مرضى لا يجدون دواءً أو غذاءً أو ماءً، وكان الوضع مأساويا للغاية وكان أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب يعانون، في حين أن هؤلاء المرضى في أمريكا يمكنهم الحصول على العلاج بسهولة، لكن في غزة كانوا يموتون بين أيدينا لعدم توفر الأدوات الطبية”.

مرضى ينزحون من مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح
مرضى ينزحون من مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (رويترز)

تواطؤ أمريكي

وعن قصف الأطقم الطبية والمستشفيات، أكدت رزان أن ذلك حصل أمامها واستشهد عدد من العاملين في شهداء الأقصى، وتابعت “إسرائيل تستهدف بشكل متعمد المرافق الصحية في غزة، وذلك لأنها أصبحت الملاذ الوحيد لسكان غزة الذين لا يجدون سواها للحفاظ على حياتهم. وأعتقد أن الولايات المتحدة تتواطأ في هذه الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة، فلو كانت هذه الانتهاكات تحدث في أي مكان آخر في العالم لكانت ردود الفعل الدولية أكثر حدة، لكن ما يحدث في غزة لا يحظى بالاهتمام الكافي أو بالردود المطلوبة”.

وخلص تقرير للأمم المتحدة، نشر الأسبوع الماضي، إلى أن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 على المستشفيات ومحيطها في قطاع غزة، جعل النظام الصحي في القطاع الفلسطيني على “شفير الانهيار التام”.

ولفت تقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أن هذا النوع من الضربات يفاقم القلق حيال امتثال إسرائيل للقانون الدولي، كما أكدت المفوضية أن نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة ومحيطها، والعمليات القتالية المرتبطة بها، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام؛ مما أثر بشكل كارثي في قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية.

وأشار التقرير أيضا إلى أنه خلال الفترة من أكتوبر 2023 حتى يونيو/حزيران 2024، تم تنفيذ 136 ضربة على 27 مستشفى و12 منشأة صحية أخرى؛ مما أسفر عن استشهاد عدد كبير من الأطباء والممرضين والأطقم الطبية، إضافة الى مدنيين آخرين، وألحق أضرارا بالبنى التحتية المدنية، إن لم يدمرها كليًّا.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان