“قرية الوفاء”.. شريان أمل جديد للأطفال في خان يونس (شاهد)
تعتبر قرية “الوفاء” لرعاية الأيتام في خان يونس بقطاع غزة التي افتتحت منذ أيام قليلة، ملاذا آمنا للأطفال الذين فقدوا كل أهاليهم، حيث تستهدف هذه الدار الناجين الذين استشهدت أسرهم.
وأكدت وفاء أبو جلالة، صاحبة القرية وهي أخصائية نطق وتأهيل، للجزيرة مباشر، أن هذه الدار تعتبر حياة جديدة بالنسبة للأطفال الذين فقدوا أسرهم خلال الحرب، في محاولة لإعادة بناء جيلٍ من الناجين، ليس فقط جسديًّا، بل نفسيًّا أيضًا.
كما شددت وفاء على أن “الطفل الذي فقد والديه لا يزال يحتاج إلى أمل، وقرية الوفاء تسعى لتوفير هذا الأمل، مشيرة إلى مسارات العمل التي تقوم بها الأكاديمية، التي توفر بيئة شاملة تهتم بكل جوانب الطفل النفسية، الاجتماعية، والتعليمية، فالقرية ليست مجرد مكان للإيواء، بل هي مركز شامل يهدف إلى إعادة بناء الطفل من جديد بعد ما عايشه من مآسٍ، ويقدم له الدعم الذي يحتاجه من خلال قسم الدعم النفسي للتغلب على الصدمات النفسية التي ألمّت به بعد فقدان عائلته”، وهو ما تعتبره وفاء وكل العاملين في القرية من أبرز التحديات.
تجارب قاسية
وقد عانى هؤلاء الأطفال تجارب قاسية، لا يستطيع معظم البالغين تحمّلها حسب وصفها، مضيفة في هذا السياق أن “الفقدان ليس مجرد فقدان شخص، بل فقدان عالم بأسره، ولذلك نحن نقدم لهم الدعم النفسي المتخصص الذي يساعدهم على تخطي تلك الصدمات، في قرية الوفاء، يتم توفير جلسات إرشاد نفسي ودعم عاطفي، حيث يتم تخصيص مختصين للعمل مع كل طفل على حدة، ويتم العمل على معالجة القلق، والخوف، والتوتر الذي يعيشه الأطفال نتيجة لتجاربهم المروعة”.
أما عن قسم التأهيل اللغوي فقد أكدت صاحبة القرية أن بعض الأطفال فقدوا قدرتهم على التعبير والنطق بسبب الصدمات، مضيفة أنهم يعملون على استعادة الأطفال لتوازنهم الداخلي من خلال العلاج النطقي، حيث يعود الطفل تدريجيًّا إلى استخدام الكلمات والتعبير عن مشاعره.
“كأننا في جنة”
من جهتها، قالت الدكتورة نوال عسكول، المتخصصة في التنمية البشرية والطاقة الحيوية، إنها تعمل على إعادة بناء الأطفال من خلال تحرير مسارات الطاقة الحيوية في أجسامهم، مؤكدة أن “العمل على الطاقة ليس مجرد علاج جسدي، بل هو أداة لإزالة المخزون السلبي الذي تراكم في نفوس الأطفال جراء ما مروا به من مآس”.
ويعبّر عدي شعبان، وهو طفل فقد والده في الحرب، عن تجربته في القرية قائلًا “عندما وصلنا هنا، شعرنا بالسعادة والفرح، والألعاب كانت تملأ المكان، وكل شيء كان متوفرًا الدراسة، والطبيب، وحتى أشياء للترفيه، نحن هنا في مكان آمن وكأننا في جنة”.