ترامب يهدد الصين بزيادة “هائلة” في الرسوم الجمركية مع تصاعد الحرب التجارية

تصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وامتدت إلى ساحات اقتصادية عدة، بعد أن فرضت بيجين قيودا على تصدير المعادن النادرة، وأعلنت فرض رسوم على السفن الأمريكية التي تصل إلى الموانئ الصينية ردا على إجراءات أمريكية مشابهة.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إنه لا يوجد سبب للاجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، وفق ما كان مخططا، خلال منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي بنهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4بعد اتهام ترامب بتجاوز صلاحياته.. طلب عاجل للمحكمة العليا لتأكيد قانونية الرسوم الجمركية
- list 2 of 4إشكاليات الصراع والحرب بين أمريكا والصين
- list 3 of 4ترامب يأسف على “خسارة” الهند وروسيا لصالح الصين
- list 4 of 4قلبت الأرقام.. ساعة “سواتش” الشهيرة تسخر من رسوم ترامب الجمركية (شاهد)
واتهم ترامب الصين بأنها أصبحت “عدائية للغاية”، وأشار إلى قرارها الأخير بفرض قيود على صادرات المعادن النادرة.
وأضاف ترامب على منصته (تروث سوشيال) أنه “سيضطر” إلى شن “هجوم مالي مضاد ” على القيود الصينية على المعادن النادرة، مشيرا الى ان أحد الخيارات المطروحة هو فرض “زيادة هائلة” في الرسوم الجمركية على السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة.
وأشار ترامب إلى أن الصين ترسل رسائل إلى دول العالم، تقول فيها إنها تخطط لفرض ضوابط على الصادرات على كل عنصر من عناصر الإنتاج المتعلقة بالمعادن الأرضية النادرة.
وقال في المنشور “لم يسبق لأحد أن رأى شيئا كهذا من قبل، ولكن هذا من شأنه أن “يعطل” الأسواق ويجعل الحياة صعبة على جميع بلدان العالم تقريبا، وخاصة الصين.

قيود شاملة على تصدير المعادن النادرة
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن الصين كشفت، الخميس، عن ضوابط تصدير شاملة للمعادن النادرة والتقنيات الخاصة بإنتاجها، وذلك بهدف تعزيز سيطرة الصين على إنتاج هذه المعادن المهمة وتصديرها.
وأضافت الصحيفة أنه وفق القواعد الجديدة لوزارة التجارة الصينية، ينبغي على الشركات الأجنبية الحصول على موافقة السلطات الصينية على تصدير المعادن النادرة ولو بكميات محدودة، أو تصدير معادن تم استخراجها باستخدام التكنولوجيا الصينية.
وعلَّق ترامب، وفق الصحيفة، على القيود الصينية الجديدة بقوله “إننا نستورد من الصين كميات هائلة (من المعادن النادرة)، وربما نضطر إلى التوقف عن ذلك”، مضيفا أن وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك “سيجدان طريقة للرد” على القيود التجارية الصينية.
يُذكر أن قطاع التكنولوجيا الأمريكي يعتمد على استيراد كميات كبيرة من المعادن النادرة من الصين، وهو ما انتقده ترامب مرارا، وكان أحد أسباب حرصه على توقيع اتفاق مع أوكرانيا لتزويد الشركات الأمريكية باحتياجاتها من هذه المعادن، بدلا من الاعتماد على الصين، لكن مثل هذا التغيير سوف يستغرق سنوات حتى يتحقق.

رسوم على السفن الأمريكية
وفي سياق المواجهة التجارية بين البلدين، قالت وزارة النقل الصينية، اليوم الجمعة، إن السفن التي تملكها أو تشغلها شركات وأفراد أمريكيون، أو تلك التي جرى بناؤها في الولايات المتحدة أو التي ترفع العلم الأمريكي ستواجه رسوم موانئ إضافية على كل رحلة بدءا من 14 أكتوبر/تشرين الأول.
وأضافت الوزارة، اليوم الجمعة، أن هذه الرسوم هي إجراء مضاد لرسوم الموانئ الأمريكية القادمة على السفن الصينية. إذ إنه بدءا من 14 أكتوبر/تشرين الأول أيضا، سيتعين على السفن المبنية في الصين أو التي تديرها أو تملكها كيانات صينية دفع رسوم في أول ميناء تتوقف فيه بالولايات المتحدة.
ووفقا لتقديرات المحللين، يمكن أن تصل الرسوم إلى مليون دولار للسفينة التي تحمل أكثر من 10 آلاف حاوية، ويمكن أن ترتفع سنويا حتى عام 2028.
يُذكر أن الرسوم الأمريكية على السفن المرتبطة بالصين هي جزء من جهود أمريكية أوسع لإحياء صناعة بناء السفن المحلية، وتقليص النفوذ البحري والتجاري للصين.
وعلى مدى العقدين الماضيين، قفزت الصين إلى المركز الأول في صناعة السفن، إذ تتولى أكبر أحواضها بناء سفن تجارية وعسكرية على حد سواء.
وقد يكون للرسوم الصينية على السفن الأمريكية ضرر أقل على الولايات المتحدة من الرسوم الأمريكية التي ستُفرض على عدد كبير من السفن الصينية.
ونقلت رويترز عن محللين في قطاع السفن أن الصين شيدت العام الماضي أكثر من 1000 سفينة تجارية، في حين قامت الولايات المتحدة ببناء أقل من 10 سفن.
