حماس وحركة الجهاد والجبهة الشعبية: نرفض أي وصاية أجنبية

عودة مكثفة للفلسطنيين النازحين إلى داخل القطاع
عودة مكثفة للفلسطينيين النازحين إلى داخل قطاع غزة (الفرنسية)

أكدت كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رفضها القاطع لأي وصاية أجنبية على قطاع غزة.

وشددت الفصائل الثلاث في بيان مشترك على أن تحديد شكل إدارة القطاع وأسس عمل مؤسساتها شأن فلسطيني داخلي يقرره الشعب الفلسطيني ومكوناته الوطنية بشكل مشترك، مع الاستعداد للاستفادة من المشاركة العربية والدولية في مجالات الإعمار والتعافي ودعم التنمية بما يعزز حياة كريمة للشعب الفلسطيني ويحفظ حقوقه في أرضه.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

كما أكدت القوى الثلاث أن المرحلة الحالية تمثل فرصة لتعزيز التكافل الاجتماعي داخل قطاع غزة، من خلال دعم الأسر المتضررة، وتأمين مقومات الحياة اليومية، وتفعيل أطر التعاون بين الفصائل والمجتمع والمؤسسات المحلية والدولية ذات الصلة، بما يخلق بيئة صامدة وموحدة قادرة على مواجهة كل التحديات والحفاظ على صمود الشعب الفلسطيني.

تجديد نداء الوحدة

وشددت القوى الثلاث على تجديد نداء الوحدة والمسؤولية الوطنية للشروع في مسار سياسي وطني موحد يضم جميع القوى والفصائل، مؤكدة أنها تعمل بالتعاون مع جهود مصرية كريمة على عقد اجتماع وطني شامل عاجل من أجل الخطوة التالية بعد وقف إطلاق النار لتوحيد الموقف الفلسطيني، وصياغة استراتيجية وطنية شاملة، وإعادة بناء مؤسسات الوطن على أسس الشراكة والمصداقية والشفافية.

وأشار البيان إلى أن هذه المرحلة تأتي في ضوء الإعلان عن المرحلة الأولى من اتفاق وقف حرب الإبادة وإنهائها، والجهود التفاوضية الطويلة التي خاضتها الفصائل.

أطنان من المساعدات تنتظر على الحدود للدخول إلى قطاع غزة
أطنان من المساعدات تنتظر على الحدود للدخول إلى قطاع غزة (غيتي إيميجز)

ثبات المقاومين

وشددت القوى الثلاث على أن ثبات المقاومين وكل أبناء الشعب الفلسطيني من طواقم طبية وإسعاف ودفاع مدني وصحفيين ونازحين أفشل مخططات التهجير والاقتلاع، وسجل درسا خالدا في الصمود والتحدي.

وأضاف البيان “تجسد مشاهد عودة النازحين إلى مدينة غزة والتجمع الحاشد في شوارعها ومخيماتها وأزقتها المدمرة إرادة شعب يرفض الهجرة القسرية، ويصر على العيش على أرضه رغم الدمار الهائل”.

بطولات المقاومة

وأشاد البيان ببطولات المقاومة التي صمدت بين الركام، وكسرت معنويات العدو، وألحقت به خسائر فادحة بعمليات نوعية، مؤكدا أن إرادة الشعب وأبطال المقاومة أقوى من كل محاولات القهر والتدمير، وأن الاحتلال لم يستطع على مدار عامين وأكثر كسر صمود المقاومة وإرادتها رغم ما يمتلكه من أسلحة وآلة حربية ضخمة وفتاكة.

كما وجهت القوى الثلاث تحية فخر واعتزاز لجبهات الإسناد في اليمن ولبنان وإيران والعراق الذين وقفوا إلى جانب الشعب والمقاومة، وقدَّموا الشهداء على طريق القدس والأقصى.

وأعربت عن تقديرها للجهود الكبيرة للوسطاء الأشقاء في مصر وقطر وتركيا وكل من أسهم في هذا المسار، داعية الطرف الأمريكي والوسطاء كافة إلى مواصلة الضغط لضمان التزام الاحتلال بكل بنود الاتفاق وعدم الانحراف عنها.

آلاف النازحين يعودون إلى أراضيهم
آلاف النازحين يعودون إلى أراضيهم (رويترز)

الحراك العالمي

وثمنت القوى الثلاث الحراك العالمي التضامني غير المسبوق مع فلسطين وغزة، مؤكدة أن تضامن الشعوب الحرة رسالة قوية بأن قضية فلسطين سياسية وإنسانية عالمية، وأن هذا الدعم يمثل دفعة معنوية كبيرة للمقاومين، ويزيد عزلة الاحتلال وحصاره.

وأشارت القوى إلى أن محاولات الاحتلال لتعطيل الاتفاق وإطالة الحرب لم تفلح، وأن الوفد الفلسطيني المفاوض وضع نصب عينيه مطالب أبناء الشعب بوقف حرب الإبادة، وتوصل إلى اتفاق لتطبيق المرحلة الأولى من المسار التفاوضي، التي تُعَد خطوة جوهرية نحو الوقف النهائي للحرب وإنهاء العدوان ورفع الحصار عن غزة.

فشل سياسي وأمني

وأكد البيان أن هذا الإنجاز يمثل فشلا سياسيا وأمنيا لمخططات الاحتلال وكسرا لأهدافه في فرض التهجير والاقتلاع، كما أسهم في تحرير جزء من الأسرى والأسيرات الأبطال، ويعكس صلابة المقاومة ووحدة الموقف الوطني وإصرار الشعب على نيل حريته وكرامته.

وشددت القوى الثلاث على أن المسار التفاوضي تم وفق المسؤولية الوطنية العالية رغم الانحياز إلى مصلحة الاحتلال، بهدف فتح أفق جديد للحياة في غزة، وأن متابعة تنفيذ الاتفاق تحتاج إلى يقظة وطنية عالية ومتابعة دقيقة على مدار الساعة لضمان نجاح المرحلة.

إطلاق سراح جميع الأسرى

وأكد البيان استمرار الجهود لإطلاق سراح جميع الأسيرات والأسرى وقادة الحركة الوطنية الأسيرة، مشيرا إلى أن الاحتلال أجهض إطلاق عدد كبير منهم، ومع ذلك واصلت القوى تنفيذ الاتفاق لضمان وقف حرب الإبادة ومنع الاحتلال من الاستمرار في الجرائم، مع التأكيد أن قضية تحرير الأسرى ستبقى على رأس جدول الأولويات الوطنية.

وفي ختام البيان، جددت القوى الثلاث الوفاء للشهداء والأسرى والجرحى والمقاومين، مؤكدة التمسك بحقوق الشعب في أرضه ووطنه ومقدساته وكرامته، وإصرارها على مواصلة المقاومة بكل أشكالها حتى تحقيق كامل الحقوق، وإزالة الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان