“جثثهم تحت الأنقاض ويحترقون” مقتل أكثر من 60 مدنيا في استهداف الدعم السريع لدار إيواء في الفاشر

قال ناشطون محليون إن 60 شخصا على الأقل قتلوا، مساء أمس الجمعة وصباح اليوم السبت، في هجمات بطائرتين مسيّرتين وقصف بالمدفعية شنتها قوات الدعم السريع، على مركز إيواء للنازحين في مدينة الفاشر السودانية.
وذكرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، في بيان اليوم السبت، أن القصف في مركز دار الأرقم لإيواء النازحين، أدى إلى تناثر الجثث داخل المركز وسقوط عدد كبير من الجرحى.
وسط الجوع والحصار
وتخضع مدينة الفاشر لحصار من قبل الدعم السريع التي تحاول السيطرة على آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، وأدى الحصار إلى انتشار الجوع والمرض في المدينة، كما استهدفت ضربات متواصلة بالطائرات المسيّرة والمدفعية مراكز إيواء النازحين، ومساجد ومستشفيات.
وقالت (تنسيقية لجان المقاومة – الفاشر) في بيانها اليوم “مُسيّرة لمليشيات الدعم السريع تقصف مركز إيواء دار الأرقم وتقتل عشرات المواطنين العزل يوم أمس وصباح اليوم بمركز إيواء دار الأرقم وجامعة أم درمان الإسلامية”.
وأضافت تنسيقية لجان المقاومة “ما زالت جثثهم تحت الأنقاض وآخرون يحترقون داخل كرفانات مركز الإيواء.. أطفال ونساء وكبار السن قتلوا بدم بارد”، وقالت في بيان لاحق إن المركز تعرض للقصف مرتين بطائرتين مسيّرتين و8 مرات بقذائف المدفعية.
وقالت تنسيقية لجان المقاومة إن مئات المدنيين قتلوا جراء هجمات داخل الأحياء السكنية، وقال سكان تحدثوا مع “رويترز” إنهم حفروا خنادق في منازلهم ليحتموا بها، وقالت الجماعة التي تضم ناشطين إن المدينة تفقد 30 شخصا في المتوسط يوميا بسبب العنف والجوع والمرض.
تكثيف الهجمات
وفي الأشهر الأخيرة كثّفت قوات الدعم السريع هجماتها في غرب وجنوب السودان بعدما أخرج الجيش مقاتليها من مدن رئيسة في وسط البلاد بينها الخرطوم، في النصف الأول من العام الجاري.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، اليوم السبت، تعرض “المستشفى السعودي للولادة، وهو المشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في الفاشر، للهجوم 3 مرات” منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول، ما أسفر عن قتلى وجرحى.
وقال غيبرييسوس عبر منصة “إكس”: “تدعو منظمة الصحة إلى حماية المرافق الصحية فورا والسماح بوصول المساعدات الإنسانية حتى نتمكن من دعم المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة والعاملين الصحيين الذين هم في أمس الحاجة إلى الإمدادات الصحية”.
داخل مخابئ مؤقتة
ويفيد مدنيون بأن الضربات اليومية تجبرهم على تمضية معظم أوقاتهم تحت الأرض داخل مخابئ مؤقتة حفرتها العائلات في الباحات الخلفية لمنازلها.
وسبق للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أن أكدت ارتكاب الطرفين “جرائم حرب على نطاق واسع ومنهجي” في الإقليم تستهدف بعض المجموعات العرقية.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الخميس، “بعد أكثر من 500 يوم من الحصار المتواصل والقتال المستمر، الفاشر على شفا كارثة أكبر إن لم تُتخذ إجراءات عاجلة لفك الطوق المسلّح عنها وحماية المدنيين”.
Since the beginning of October, Saudi Maternity Hospital, the only functional hospital in El Fasher, #Sudan, has come under attack three times.
These attacks have resulted in the deaths of six people, including a child. Another 12 people have been injured, including two… pic.twitter.com/9fsaHxTsOf
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) October 11, 2025
إقامة “ممرّ آمن”
ودعا إلى إقامة “ممرّ آمن” لكي يتسنّى لمن يريدون المغادرة الرحيل “طوعا”، مطالبا بإدخال المساعدات الإنسانية فورا.
وأسفرت الحرب المتواصلة منذ إبريل/نيسان 2023 بين الجيش والدعم السريع عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت الملايين إلى النزوح داخل البلاد أو اللجوء خارجها، فيما بات نحو 25 مليون شخص يعانون الجوع الحاد، وأحدثت “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، بحسب الأمم المتحدة.