صاحبة تاريخ طويل من دعم الاحتلال والفاشية.. تعرف إلى الفنزويلية الفائزة بجائزة نوبل

زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا ماتشادو
زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا ماتشادو (الفرنسية)

دفع الترقب الذي سبق الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام هذا العام، ومطالبة الرئيس الأمريكي دونالد المتكررة بأحقيته بها، إلى التدقيق في سجل زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا ماتشادو التي أعلنت لجنة نوبل، أمس الجمعة، فوزها بها، ليتكشف لكثيرين، وخصوصا في العالم العربي، أن الفائزة بالجائزة المرموقة صاحبة سجل طويل من دعم الاحتلال الإسرائيلي وتيارات اليمين المتطرف والفاشية في أوروبا والعالم.

وبررت لجنة نوبل فوز ماتشادو بجائزة نوبل “للسلام” بأنها مدافعة عن الديمقراطية والتغيير السلمي في بلدها. فهل هذه حقا هي سيرة ماتشادو؟

سجل حافل بدعم الاحتلال

المهندسة التي اختارت أن تسلك مسارا سياسيا منذ بداية القرن الحالي لم تتوان يوما في إظهار دعمها لتيارات اليميني المتطرف حول العالم، ومن بينها حزب “فوكس” الإسباني، والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، حيث كان من بين العوامل المشتركة التي جمعتهم هو دعمهم للاحتلال الإسرائيلي.

فبينما قطع الرئيس الفنزويلي السابق “هوغو تشافيز” علاقته مع إسرائيل ردا على جرائم الاحتلال في غزة في حرب عام 2008، طلبت ماتشادو، التي تزعمت المعارضة الفنزويلية خلال السنوات الماضية، في ديسمبر/كانون الأول 2018 من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يتدخل عسكريا لمحاربة نظام نيكولاس مادورو، خليفة تشافيز.

وفي العام التالي، ظهرت ماريا في مقطع مصور تشكر فيه نتنياهو على اعترافه بالمعارض “خوان غايدو” رئيسا مؤقتا لفنزويلا.

وقالت آنذاك “ينضم نتنياهو إلى العديد من حلفائنا في نصف الكرة الغربي والعالم في الترحيب بعودة فنزويلا إلى كتلة الدول الديمقراطية الغربية التي تعارض الطغاة والقمع.. أتطلع إلى زيارة دولة إسرائيل بمجرد أن نحصل على حريتنا”.

وفي مقابلة مع قناة إسرائيلية تعهدت ماتشادو في حال وصلت المعارضة إلى السلطة في فنزويلا، بأن تنقل سفارة بلادها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

وفي عام 2020، تحولت التصريحات الداعمة لإسرائيل إلى أفعال، حيث أبرم حزبها “فينت فنزويلا” اتفاقا رسميا مع حزب “الليكود” اليميني الإسرائيلي، الذي يتزعمه نتنياهو، “لتشكيل تحالف بين الحزبين للتعاون في القضايا المتعلقة بالاستراتيجية والجيوسياسية والأمن ومن أجل إقامة شراكة عملية”.

وجاء في الوثيقة الموقعة بين الجانبين أن الهدف منها هو التقريب بين الشعب الإسرائيلي والشعب الفنزويلي مع المضي قدما معا في تعزيز القيم الغربية التي يؤمن بها كلا الحزبين، وهي: الحرية والديمقراطية واقتصاد السوق.

وفي عام 2021 لم تنس ماريا أن توجه التهنئة للإسرائيليين بعيد “الاستقلال” الـ73 كما وصفت على حسابها في موقع “إكس”، حيث أشارت حينها إلى أن “فنزويلا دائما تدعم إسرائيل منذ نشأتها”، وأنها على يقين من استئناف العلاقة “القوية والمشرقة والمفيدة” بين البلدين.

وعقب “طوفان الأقصى” عام 2023 أدانت ماتشادو هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي شنتها حركة (حماس) وغيرها من حركات المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، كما أعلنت العام الماضي دعمها لموقف إسرائيل ضد إيران.

وفي خضم حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، عقدت ماتشادو وزميلها في المعارضة المرشح الرئاسي السابق إدموندو غونزاليس مؤتمرا رقميا مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في يناير/كانون الثاني 2025.

وعقب الاجتماع قالت ماتشادو على حسابها بمنصة “إكس”: “شكرنا وزير الخارجية الإسرائيلي على هذه المحادثة المثمرة ونحن نقدر كثيرا دعم الحكومة الإسرائيلية لشعب فنزويلا واعترافها بسيادتنا الشعبية، ستكون فنزويلا حرة ومزدهرة وآمنة، وأفضل حليف للديمقراطيات في العالم”.

إدانة إسلامية

وبينما ضجت منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي بإدانة فوز ماتشادو بجائزة نوبل للسلام، في ظل سجلها المتخم بدعم الاحتلال الإسرائيلي، أدان مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير”، وهو أكبر منظمة إسلامية في الولايات المتحدة، منح الجائزة المرموقة للناشطة الفنزويلية.

ووصفت منظمة كير ماتشادو بأنها “من أشد المؤيدين لحزب الليكود العنصري الإسرائيلي”، كما أشارت إلى أن ماتشادو ألقت في وقت سابق من هذا العام كلمة في مؤتمر للفاشيين الأوروبيين، شارك فيه السياسي الهولندي المتطرف غيرت فيلدرز، والسياسية الفرنسية اليمينية ماري لوبان، حيث دعا المؤتمر صراحة إلى إعادة فتح إسبانيا، في إشارة إلى التطهير العرقي للمسلمين واليهود الإسبان في القرن السادس عشر.

وقالت المنظمة الإسلامية في بيان: “جائزة نوبل للسلام ينبغي أن تُمنح للأفراد الذين أظهروا اتساقا أخلاقيًا عبر دفاعهم الشجاع عن العدالة للجميع، وليس للسياسيين الذين يطالبون بالديمقراطية في بلدانهم بينما يدعمون العنصرية والتعصب والفاشية في الخارج”.

ودعت منظمة “كير” زعيمة المعارضة الفنزويلية إلى التخلي عن دعمها لحزب الليكود والفاشية المعادية للمسلمين في أوروبا.

وقالت “كير” إن لجنة نوبل يتعين عليها أن تكرم شخصا من هؤلاء الذين أظهروا “اتساقا أخلاقيا” عبر السعي الشجاع لتحقيق العدالة للجميع، مثل أحد الطلاب والصحفيين والناشطين والأطباء الذين خاطروا بحياتهم لمواجهة الإبادة الجماعية في غزة.

المصدر: الجزيرة مباشر + مواقع التواصل

إعلان