كهف على الشاطئ.. ملجأ نازح غزّي بعد عامين من الحرب والنزوح (فيديو)

في مشهد يلخّص واحدا من فصول النزوح بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، لجأ الفلسطيني محمد حسن من معسكر جباليا شمالي القطاع إلى كهف على شاطئ البحر وسط مدينة غزة، بعد أن عجز عن إيجاد مأوى له ولعائلته في المخيمات المزدحمة.
يعيش حسن اليوم داخل تجويف رملي حفره بيديه، محاولا النجاة من المطر والبرد، في مكان يهدده الانهيار في أي لحظة.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4بين الركام والبتر.. غزي يروي فصول المأساة التي لم تنته بعد (فيديو)
- list 2 of 4“رعب الخط الأصفر”.. فلسطيني ينجو بأعجوبة من وحشية الاحتلال في خان يونس (فيديو)
- list 3 of 4أيمن عودة يكشف تخبط اليمين المتطرف الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر (فيديو)
- list 4 of 4منزلها صار أنقاضا.. أم فلسطينية تحوّل حافلة محترقة إلى “بيت” لأطفالها في غزة (فيديو)
وقال حسن للجزيرة مباشر: “نزحت من معسكر جباليا إلى معسكر الشاطئ، لكن بعد طلب الاحتلال إخلاء المنطقة لم نجد أين نذهب. كل يوم كانت الصعوبة تزيد والضغط يزداد، فلم أجد مكانا أقدر أجلس فيه”.
وتابع بصوت متعب: “اضطريت أنزل على الشاطئ، وما لقيت مكان أنصب فيه خيمة. بعد أيام من النوم في العراء، قررت أحفر في الطين، كان هو الحل الوحيد اللي أقدر أستر فيه حالي وعيلتي”.
وداخل الجرف الرملي، بدأ حسن يحفر بأدوات بدائية وبمساعدة ابنه الصغير.
وأضاف: “ما كان معنا لا معول ولا فأس. كنت أحفر بالمغرفة اللي بنستخدمها للطعام، ولما تتعب إيدي كنت أستعير كُزمة (فأس) من الناس بعد ما يخلصوا شغلهم. كل ما أغوص أكتر كنت أحس بالخوف أكثر إنه يهيل عليّ الرمل”.
ويصف حسن اللحظة التي قرر فيها إدخال أسرته إلى الكهف: “كنت خايف كتير، بس ما في خيار. قلت لإبني: بدنا ندخل، لأنه لو ما نمنا فيه من الخوف، حننام فيه من البرد. لما دخلنا، حسّينا كأننا في قبر. سميته قبر الأحياء لأن في أي لحظة ممكن ينهار علينا”.
وداخل الكهف الذي لا تتجاوز مساحته بضعة أمتار، تعيش عائلة بأكملها، وبينهم طفل حديث الولادة لا يتجاوز عمره شهرين.
وعن ظروف المعيشة في الكهف قال حسن: “الرطوبة خانقة، وريحة الطين والعفن تتعبنا، والولاد بيخافوا يناموا. بس ما عنا (ليس لدينا) خيار. بيناموا من البرد مش من الراحة”.
ورغم الخطر، يرى حسن في كهفه “ملجأً أخيرا”، بعد أن فقد كل شيء، وقال: “حتى لو الكهف ممكن يهيل علينا، بس على الأقل بنحس إنه إلنا مكان. ما حد بتوقع إنه في ناس عايشة تحت الطين، بس إحنا صرنا نعيش هيك”.
ويرى حسن أن معيشته في الكهف تلخص مأساة أهالي القطاع في ظل الحرب قائلا: “أنا حفرت الكهف بإيدي، بس لما بدخل فيه بحس إني مش عايش في غزة، كأني خارج الحياة كلها. إحنا بنعيش، بس بلا روح”.