الأسير رامي الشاعر يروي فظائع مروعة عاشها في معتقل “سدي تيمان” الإسرائيلي (فيديو)

روى الأسير الفلسطيني المحرر، رامي الشاعر تفاصيل صادمة عن رحلة اختطافه واعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، واصفًا سجن “سدي تيمان” بـمركز للتعذيب النفسي والجسدي، قائلا: “لا يشبه السجون، بل هو جحيمٌ على الأرض”.

وقال الشاعر، في حديث خاص للجزيرة مباشر، إنه اختُطف قبل خمسة أشهر على يد قوة خاصة إسرائيلية قرب شاطئ رفح، أثناء توجهه إلى مقر الصليب الأحمر للسؤال عن شقيقه المختطف.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وعقب اعتقاله، نُقل إلى سجن سدي تيمان العسكري، بصحراء النقب على بُعد 30 كيلومترا من قطاع غزة في اتجاه مدينة بئر السبع. حيث تم البدء بتعذيبه بما يعرف بـ”التشريفة” وهي جولة تعذيب جماعي يتعرض لها المعتقل فور وصوله على يد نحو ثمانية جنود، قاموا بضربه بالهراوات وكل ما وقع في أيديهم، بعد تقييده بالأصفاد، دون معرفة سبب اعتقاله أو أي تهمة موجهة له.

اتهام مفبرك

وفي اليوم التالي، اقتيد رامي إلى وحدات التحقيق التابعة لكل من الشاباك واستخبارات الجيش الإسرائيلي.
وفي وحدة استخبارات الجيش، المعروفة باسم “الديسكو” بسبب استخدامها سماعات توضع خلف أذني الأسير مع تشغيل موسيقى صاخبة تتسبب بالصداع والتشويش الذهني، خضع لتحقيق قاسٍ، تخلله تقييد إلى وتد حديدي داخل السجن قبل كل جلسة استجواب.

يقول رامي إنه فهم لاحقًا أن اعتقاله جاء نتيجة خطأ في الهوية، حيث كان هناك شبه كبير بينه وبين شقيقه الذي كانت قوات الاحتلال تبحث عنه.

وعندما اكتشف المحققون الخطأ، بدلاً من إطلاق سراحه، عمدوا إلى “تكييف” التهم، وزعموا أنه موظف سابق في الشرطة الفلسطينية حتى عام 2019، ليبرروا استمرار احتجازه.

لجنة تحقيق إسرائيلية توصي بإغلاق سجن سدي تيمان
لجنة تحقيق إسرائيلية توصي بإغلاق سجن سدي تيمان (رويترز)

“قاهر الرجال”

يصف رامي سجن سدي تيمان بأنه ليس سجنًا بالمعنى المعروف، بل مركزًا للعقاب الجسدي والنفسي، يخضع بالكامل لإمرة الجيش الإسرائيلي.

تبدأ الحياة اليومية هناك من الرابعة صباحًا، حيث يُجبر المعتقلون على الوقوف لمدة ساعتين،ثم يُقدَّم لهم إفطار بالكاد يسد الرمق.

ويواصل حديثه قائلا إنه من الساعة السابعة صباحًا حتى الحادية عشرة ليلًا، يُجبر الأسرى على الجلوس في وضع القرفصاء على أسِرّة حديدية بلا أغطية، ومن يخالف الأوامر يُرصد عبر كاميرات المراقبة المنتشرة في الغرف ويُعاقب بالتعذيب.

كما تحدث رامي عن أساليب الإذلال التي تعرض لها الأسرى، كأن يرسم جنود الاحتلال شخصيات على الجدران ويطلبون من الأسرى إيقاظها، أو رسم حيوانات يُطلب منهم “ركوبها”.

كما يُحبَسون داخل أقفاص حديدية، ويُمنعون من النظر إلى وجه السجّان، في محاولة واضحة لسحق كرامتهم وكسر إرادتهم.

ويؤكد الشاعر أن ما دفعه للحديث هو إيصال صوت الأسرى الذين ما زالوا يعانون داخل هذا السجن المصمم لـ”قهر الرجال”، وهي الترجمة الحرفية لاسم السجن.

وعبر رامي عن السعادة البالغة بخروجه من السجن قائلا، “لحظة لقائي بعائلتي لا يمكن وصفها، وكأنها نهاية للحرب على غزة، لكن قلبي ما زال مثقلًا بالحزن على من استشهدوا، وعلى من تركتهم خلفي”.

ووجّه رامي نداءً إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، مطالبًا بتحرك فوري لإغلاق سجن سدي تيمان، ومحاسبة المسؤولين عن ممارسات التعذيب والانتهاكات التي تجري داخله.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان