مهندس نفق الحرية محمود العارضة يتحدث للجزيرة مباشر بعد الإفراج عنه (فيديو)

شدد الأسير الفلسطيني محمود العارضة، في مقابلة خاصة مع برنامج “المسائية” على قناة الجزيرة مباشر، على أهمية قضية الأسرى الفلسطينيين، مستعرضا تجربته الشخصية وظروف الحركة الأسيرة، ومتوقفا عند رمزية الشهداء، وفي مقدمتهم شيرين أبو عاقلة.
كما تحدث العارضة عن لحظة الإفراج عنه، وظروف العزل القاسية، وهروبه ومجموعته عبر نفق جلبوع، مؤكدا أن الأمل في الحرية قائم رغم تصاعد إجراءات الاحتلال، وأن الدماء التي سالت في قطاع غزة ستشكل منعطفا تاريخيا على طريق التحرر الوطني.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4مكتب إعلام الأسرى: سجون الاحتلال ساحة لانتهاك القواعد الإنسانية عبر التجويع والإهمال الطبي
- list 2 of 4“رأيت آثار اغتصاب أسير بنفسي”.. محام إسرائيلي يكشف عن انتهاكات خطرة في سجون الاحتلال (فيديو)
- list 3 of 4“استقبال المجرمين كالأبطال”.. مشهد من محاكمة جنود “سدي تيمان” يفجر غضب المنصات (فيديو)
- list 4 of 4الكشف عن جرائم “اغتصاب” ارتكبها الاحتلال بحق مدنيين فلسطينيين
استحضار الشهيدة شيرين أبو عاقلة
واستحضر العارضة في بداية المقابلة ذكرى الشهيدة شيرين أبو عاقلة، قائلا “شيرين هي كل فلسطيني حر”، مشددا على مكانة الشهداء وضرورة ألا ينساهم الشعب الفلسطيني “لا ننسى شيرين ولا ننسى كل الشهداء بإذن الله”.
ولفت إلى أهمية الصفقة الأخيرة في تحرير بعض الأسرى، وسلط الضوء أيضا على معاناة الكثيرين ممن لا يزالون خلف القضبان، مضيفا “هناك أسرى كثيرون يستحقون الذكر والدعم”.
لحظة الإفراج عنه
وفي تعليقه على إدراج اسمه ضمن قائمة الأسرى المفرج عنهم بعد الحرب على غزة، قال محمود العارضة “هي لحظات تاريخية لا يمكن وصفها، لحظة عليّة عن الوصف، كما لا يمكن أن أصف ما قدمته غزة لأجل فلسطين“.
وأضاف “سُررت بالخروج”، مشيرا إلى صعوبة الأوضاع في الأسر “من الصعب أن يتفهم الناس حقيقة الشعور عندما تكون في العزل الانفرادي، وتعيش أقسى الظروف التي مرت بها الحركة الأسيرة، وكنت أشعر بالخجل الشديد لبقاء أسرى آخرين هناك”.
الهروب من نفق جلبوع
وتحدث العارضة عن الهروب من نفق جلبوع، قائلا “نحن نفهم العدو جيدا، وغزة عبَّرت عن هذا جيدا. أقول لأمتنا إن هذا العدو وهم، وقوته بما حوله وبالدعم الدولي، لكن غزة فضحتهم، وفضحهم نفق الحرية”.
وأضاف “عملنا على النفق نحو 300 يوم دون أن يكتشفونا، وساهم في حفره العديد من الأسرى. مشروع النفق يحتاج إلى تفكير وذكاء، وأنا عشت في البرية والجبال، ومنذ اليوم الأول كان لديَّ يقين داخلي بأني حر، وأنه يجب أن أنتزع حريتي”.
وأضاف “حاولت مع إخواني الخروج لأن العجز الأمني عندهم كبير، وكان العمل بيننا كفريق متكامل”.
أوضاع السجون في العامين الأخيرين
وفي حديثه عن أوضاع الأسرى خلال السنتين الماضيتين، قال العارضة “لم تشهد السجون مرحلة مثل ما مرت به في العامين الأخيرين، فالاحتلال خرج من إنسانيته بالكامل”.
وتطرَّق العارضة إلى صعوبة الظروف التي يعيشها الأسرى، منوها بأن الاحتلال يحاول تشويه القيم وضرب رموز المقاومة.
الدولة الفلسطينية
وقال العارضة إن “الشعب يتقدم بسرعة نحو تحقيق أهداف الحرية والاستقلال”، معتبرا أن الأمل في قيام الدولة الفلسطينية لا يزال قائما رغم كل التضحيات.
وقال إنه رغم كل التضحيات وحالات الإحباط المتكررة “هناك نور في آخر النفق، والدماء المباركة التي سُفكت ستتجلى في لحظة تاريخية، وستُحدث طوفانا أعظم مما أحدثته غزة”، مضيفا “أراه قريبا بإذن الله”.
وأكد “أنا متفائل جدا بعد طوفان الأقصى، وأعتقد أن الإنجاز السياسي سيتحقق”.
من هو محمود العارضة؟
ويُعَد محمود العارضة مسؤول أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال، وأحد أبرز قادة عملية “نفق الحرية”.
وُلد عام 1975، وتعرَّض للاعتقال مرتين، حيث صدر بحقه في المرة الثانية حكم بالسجن المؤبد إضافة إلى 15 عاما. عُرف بمحاولاته المتكررة للهروب من الأسر، وكان آخرها في سبتمبر/أيلول 2021، حين تمكن مع عدد من رفاقه من انتزاع حريته قبل أن يُعاد اعتقاله بعد 4 أيام.
خضع العارضة لتحقيق مكثف، أقر خلاله بمسؤوليته الكاملة عن التخطيط لعملية الهروب وتنفيذها دون أي دعم خارجي، وأصدرت المحكمة بحقه حكما جديدا أضيفت بموجبه 5 سنوات أخرى إلى مدة اعتقاله.