“غوانتانامو إسرائيل”.. ناشط يهودي أمريكي يكشف كواليس اعتقاله في سجون الاحتلال (فيديو)

“لقد نظرت إسرائيل في أعين العالم وقالت: نحن لا نكترث بحقوقكم.. جردونا من ملابسنا، وكبلونا، واختطفونا داخل “غوانتانامو إسرائيل”.

بهذه الكلمات كشف الأكاديمي والناشط الأمريكي ديفيد أدلر، المنسق العام المشارك للتحالف التقدمي الدولي، في تصريحات للجزيرة مباشر، تفاصيل تعرضه للاعتقال والتعذيب على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أثناء مشاركته في “أسطول الصمود العالمي” الذي سعى خلال الأسابيع الماضية إلى كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وأكد أدلر أن جنود الاحتلال “ازدادوا وحشية عندما اكتشفوا أنه يهودي”.

“لم أحتمل أن تُرتكب الجرائم باسمي وبأموالي”

وروى أدلر، الذي أمضى 5 أيام في سجن “كتسيعوت” الإسرائيلي سيء السمعة الواقع في صحراء النقب، أنه قرر الانضمام إلى الأسطول بدوافع إنسانية وسياسية وشخصية.

وأضاف في مقابلة مع الجزيرة مباشر “شعرت مثل الملايين حول العالم، بالعجز أمام ما يحدث في غزة من تجويع وتدمير، وأردت أن أكسر الحصار وأكون جزءا من مهمة تبدل العجز بالأمل”.

أما الدافع الأعمق لديه فكان شخصيا، حيث قال “باعتباري يهوديا أمريكيا، لم أعد أحتمل أن تُرتكب الجرائم ضد الفلسطينيين باسمي وبأموال ضرائبي. لا يمكنني أن أرى دولة تمارس القتل والاحتلال وتقول إنها تفعل ذلك من أجلنا”.

استقبال الأبطال للناشطين المشاركين في أسطول الصمود بعد الإفراج عنهم
استقبال الأبطال للناشطين المشاركين في أسطول الصمود بعد الإفراج عنهم (رويترز)

“ما فعلته إسرائيل معاداة صريحة للسامية”

أوضح أدلر، الذي شارك ضمن قافلة الصمود التي ضمت نحو 500 ناشط من 40 دولة، أن قاربهم تعرض “لقصف بطائرة مسيّرة في ميناء سيدي بوسعيد في تونس، على بعد أقل من كيلو متر من القصر الرئاسي، في اليوم نفسه الذي كانت فيه إسرائيل تقصف سوريا ولبنان ثم قطر“.

ووصف ما حدث بعد اقترابهم من المياه الفلسطينية وهم على متن الأسطول بقوله “بعد ذلك تم اعتراضنا (من جانب الاحتلال) واقتحام السفن بعنف. وُضعنا في شاحنات مغلقة واقتادونا إلى صحراء النقب”.

وأضاف “يتهموننا بمعاداة السامية بينما ما فعلوه باليهود في هذه المهمة كان معاداة صريحة للسامية”.

ووصف أدلر ما رآه في سجن “كتسيعوت” بقوله “بقينا هناك 5 أيام بلا طعام ولا ماء. لم نر محامين ولم نتحدث إلى عائلاتنا وحرموا المرضى من أدويتهم. كان المكان آلة إذلال كاملة”.

“إسرائيل ليست وطني”

أكد أدلر أن معاملة جنود الاحتلال له ازدادت قسوة عندما تبينوا من اسمه أنه يهودي، حيث اتهموه بأنه “خائن وإرهابي”، وعلّق على ذلك بقوله “إسرائيل تحاول منذ عقود أن تحتكر تعريف الهوية اليهودية، لكنها اليوم تكشف حقيقتها”.

مظاهرات في نيويورك تندد بالإبادة في غزة
مظاهرات في نيويورك تندد بالإبادة في غزة (رويترز)

وانتقد أدلر الرواية الإسرائيلية التي قدمت بها إسرائيل نفسها في الماضي بوصفها وطنا لليهود، قائلا “في طفولتنا قيل لنا إننا “شعب بلا أرض”، وإنه أخيرا تم إنشاء دولة إسرائيل لتمنحنا أرضا!. نشأت في كاليفورنيا، أعيش آمنا وسعيدا، ولم أفهم لماذا يجب أن أطرد شعبا آخر من أرضه؟ لماذا عليّ أن أدعم ميليشيات تقتل الفلسطينيين وتسرق بيوتهم؟”.

وأضاف “كان هناك مشروع لجذب يهود الشتات إلى إسرائيل، وجعلنا موالين لذلك المشروع، وبينما لا يستطيع الفلسطينيون الذين ما زالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم الأصلية العودة إليها، فإننا نحن كأمريكيين من كاليفورنيا، أو ليتوانيين، أو برازيليين، لدينا الحق في التوجه نحو داخل إسرائيل والحصول على الجنسية فورا. أعتقد أنه من الجيد رؤية هذا الوهم وقد بدأ يتفكك الآن”.

“أكبر عملية اختطاف لمواطنين أمريكيين في القرن 21”

وحمّل أدلر حكومة بلاده جزءا من المسؤولية عما حدث معه في السجن الإسرائيلي، قائلا إن “حكومة الولايات المتحدة كانت عدائية للغاية تجاه وفدنا بأكمله، وتجاهي أنا بشكل خاص، فبينما كنا نبحر إلى غزة، هاجمني السفير الأمريكي الإنجيلي الصهيوني مايك هاكابي شخصيا، ووصفني بأنني “أداة في يد حماس“، واضعا بذلك الأساس لشرعنة ما قد تفعله إسرائيل بنا”.

وتابع “عندما كنا في السجون الإسرائيلية، قال لنا موظفو القنصلية الأمريكية ببساطة “لا يوجد ما يمكننا فعله من أجلكم. أنتم الآن في يد إسرائيل”.

ومضى قائلا “تخيلوا، أكبر عملية اختطاف لمواطنين أمريكيين في القرن الحادي والعشرين، ولم تتحرك واشنطن، بل تدخلت لمنعنا من التواصل مع محامين أو عائلاتنا، في حين كانت دول أخرى تحاول تسهيل التواصل بيننا وبين ممثلينا القانونيين”.

ووصف أدلر بلاده “مرآة لإسرائيل” موضحا أنه “في إسرائيل أنت إما يهودي جيد أو إرهابي، وفي الولايات المتحدة أنت إما أمريكي جيد أو خائن. المنطق نفسه: الولاء الكامل أو الإقصاء”.

فلسطين قضية العالم كله”

ورغم أن عمله البحثي يركز على القضايا المتعلقة بأمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا، فقد شدد أدلر على أن فلسطين قضية العالم كله، مستشهدا بعبارة قالها الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، أحد شركائه في التحالف التقدمي “إذا ماتت غزة، ستموت الإنسانية كلها معها”.

والتحالف التقدمي هو ائتلاف عالمي يضم سياسيين ومفكرين واقتصاديين من أكثر من 60 دولة، من بينهم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا والرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، ويعمل على دعم الحركات الديمقراطية ومناهضة الاستعمار حول العالم.

“لن نتوقف حتى تتحرر فلسطين”

واختتم أدلر حديثه مؤكدا “سنواصل العمل حتى نفتح ممرا إنسانيا دائما. وأنا سعيد جدا أن أقول إننا جميعا عدنا إلى أوطاننا أكثر التزاما تجاه القضية، وأكثر إصرارا على إنجاح المهمة التي لم ينجح فيها “أسطول الصمود العالمي” هذه المرة.

وبيقين شدد أدلر على أنه “سوف تتحرر فلسطين. ولم أكن يوما أكثر إيمانا بهذا مما أنا عليه الآن”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان