ليس الوقت أمام الشاشات هو المهم.. دراسة جديدة تكشف ما الذي يهم بالفعل ومتى!

يركز الجدل حول وسائل التواصل الاجتماعي غالبا على كمية الوقت الذي يقضيه المستخدمون أمام الشاشات، لكن دراسة حديثة نشرت في مجلة “Scientific Reports” أظهرت أن توقيت استخدام هذه المنصات قد يكون له تأثير أكبر في الصحة النفسية من مدتها.
وأجرى الباحثون تحليلا لسلوكيات 310 مستخدمين لتويتر (إكس حاليا)، ورصدوا أن الذين ينشطون بين الساعة 11 مساء والساعة 5 صباحا كانوا يعانون من انخفاض واضح في مؤشرات الصحة النفسية مقارنة بمن يستخدمون المنصات خلال النهار. وأكدت النتائج أن هذا التأثير يعادل تقريبا الأثر السلبي للإفراط في شرب الكحول.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4كيف تصنع موسيقى أفلام الرعب خوفا يلاحقك حتى بعد انتهاء العرض؟
- list 2 of 4السودان.. مبادرة طبية في “الدبة” ودعم نفسي للأطفال النازحين من الفاشر (فيديو)
- list 3 of 4“تخاف من أي ضوضاء”.. شاب في غزة يساند شقيقته الصغيرة الناجية من القصف الإسرائيلي (فيديو)
- list 4 of 4كيف يؤثر الطلاق في الأطفال نفسيا واجتماعيا؟
وتسلط هذه المعطيات الضوء على أهمية مراجعة السياسات التي تركز فقط على الحد من مدة استخدام الشاشات، وتدعو لتبني أسلوب أكثر دقة يأخذ في الاعتبار توقيت السلوك الرقمي وطبيعته.
ويقول دانيال جوينسون وهو دكتور في الهندسة والرياضيات بجامعة بريستول، إن الدراسات تشير إلى تباين في تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الصحة النفسية: بعضها يربط الاستخدام المتزايد بتدهور الصحة، وأخرى تؤكد وجود فوائد، وهناك دراسات تظهر عدم وجود تغيير يذكر.
ووجدت دراسة موسعة شملت أكثر من 350 ألف شخص ونشرت في مجلة “نيتشر” أن زيادة الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي ارتبطت بتدهور طفيف في الصحة النفسية.

ويشير الباحثون إلى عيب شائع في هذه الدراسات: التركيز على عدد الساعات فقط دون اعتبار لطبيعة وتوقيت الاستخدام. فقد يقضي شخصان نفس الوقت على المنصات الرقمية، لكن أحدهما يتصفح بشكل سلبي، والآخر يشارك في نقاشات متوترة خلال الليل، مما يؤدي إلى نتائج نفسية مختلفة تماما.
ويشدد الخبراء على أن المنع الكامل قد يحرم المراهقين والشباب من فرص بناء علاقات اجتماعية ودعم نفسي عبر هذه المنصات، خصوصا لمن يعانون مسبقا من مشاكل نفسية. فالبعض يجد في المجتمعات الرقمية مصدر دعم وإلهام وإرشاد يصعب الوصول إليه في الواقع.
من ناحية أخرى، قد يؤدي الاستخدام الليلي المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي إلى تأخير أوقات النوم واضطراب جودته، والتأثير سلبا في الصحة النفسية، خاصة أثناء التفاعل النشط مثل النشر والمراسلة، مقارنة بالتصفح السلبي فقط.
وكشفت الدراسة أن مستخدمي منصة “أكس” الليليين (من الساعة 23:00 حتى 05:00) كانوا يعانون من انخفاض متواصل في مؤشرات الصحة النفسية مقارنة بمن يفضلون النشر في النهار.
وأظهرت التحاليل أيضا أن العلاقة بين توقيت النشر وأعراض الاكتئاب والقلق كانت أضعف بشكل عام، لكنها أقوى بين البالغين مقارنة بالشباب، إذ بلغ أثر توقيت النشر في القلق 1.3% لدى الأكبر سنا مقابل 0.6% لدى الأصغر سنا.