من جيش الاحتلال إلى وادي السيليكون.. الإسرائيلي شارون يقود مشاريع الذكاء الاصطناعي في غوغل

المسؤول الإسرائيلي في غوغل، ديفيد شارون (مواقع أجنبية)
المسؤول الإسرائيلي في غوغل، ديفيد شارون (غوغل)

سلط تقرير لصحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، الضوء على الإسرائيلي ديفيد شارون، الذي قالت الصحيفة إنه أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في “غوغل” والقائد السابق لوحدة “ديب مايند” في الشركة، والذي يقود مشاريع الذكاء الاصطناعي في غوغل عبر مشروعي “نانو بانانا” و”فيو 3″ التابعين لنموذج “جيميني”.

ونقلت الصحيفة عن شارون، فخره بالخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل الانضمام إلى يوتيوب ثم غوغل، وشكواه الحالية من تصاعد العداء لإسرائيل حول العالم بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.

ونقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، عن شارون، الذي ترك عمله في “يوتيوب” لقيادة هذه المشاريع، حديثه عن التقنيات التي تُحيي الصور الجامدة، وهي تقنية تعرف باسم “نانو بانانا” وبدأ استخدامها في أغسطس/آب الماضي، وسرعان ما انتشرت عالميا.

وقال شارون للصحيفة إن نحو مليار صورة جرى إنشاؤها أو تعديلها بهذه التقنية خلال شهر واحد فقط.

من تل أبيب إلى وادي السيليكون

وقالت الصحيفة إن شارون يبلغ من العمر 41 عامًا، ويقيم في “مينلو بارك” قرب مقر غوغل الرئيسي. وقد وُلد في لوس أنغلوس لأبوين إسرائيليين، ثم عاد إلى إسرائيل في طفولته، حيث خدم في الجيش الإسرائيلي قبل أن يتابع دراسته في الولايات المتحدة.

وعمل شارون في “يوتيوب” لمدة 8 سنوات، قبل أن يتحول إلى مجال الذكاء الاصطناعي، معتقدًا أن “الذكاء التوليدي هو الموجة التحولية التالية”.

وبالإضافة إلى “نانو بانانا”، يقود فريقه تطوير “فيو 3” كمنافس مباشر لأداة “سورا 2” من “أوبن إيه آي”، المالكة لتطبيق “تشات جي بي تي”، ويهدف كلا النموذجين إلى تحريك الصور الثابتة ومزامنة الصوت والحركة، لتقريب المسافة بين المشاهد المصنوعة والواقع.

منافسة محتدمة

وقال شارون لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن تطوير أدوات مثل “نانو بانانا” يعتمد على جمع البيانات والتدريب والبنية التحتية والقوانين والأمن وتحويل القدرات التقنية إلى تطبيقات سهلة الاستخدام.

وأضاف للصحيفة “الأمر يشبه الجيش الإسرائيلي، الجميع من وحدات مختلفة لكنهم يعملون لهدف واحد”.

ويُشيد شارون في مقابلته مع الصحيفة بزميلته إيرينا بلوخ، الخبيرة اليهودية الأوكرانية في الذكاء الاصطناعي، قائلًا إنها “الهمسَة التي تفهم النماذج”، مضيفًا أنها “تستخرج رؤى مذهلة من كل نموذج جديد، إنها أكثر شخص مبدع أعرفه”.

دور إسرائيل

وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن إسرائيل تلعب دورًا رئيسيًا في هذه المشاريع، إذ يتعاون شارون بشكل وثيق مع فريق هندسي كبير في إسرائيل، وخصوصا الفريق الذي تقوده يائيل كاروف، وهي مديرة في “غوغل للذكاء الاصطناعي” تملك خبرة تفوق 25 عامًا.

ويقول شارون، الذي يزور إسرائيل بشكل منتظم، إن هذا الفريق يضم عددا “من أذكى العقول، فهم ليسوا مجرد خبراء تقنيين، بل مفكرون استراتيجيون ينظرون لكل منتج كأنهم مديروه التنفيذيون”.

سباق السرعة

ويرى شارون أن وتيرة التطور في مجال الفيديو المعزز بالذكاء الاصطناعي مذهلة، في حين تتصاعد المنافسة مع العديد من الشركات العاملة في هذا المجال.

وأعلنت شركة “أوبن إيه آي” في الشهر الماضي تعاونها مع شركة “فيرتيغو فيلمز” لإنتاج أول فيلم طويل مصنوع بالكامل بالذكاء الاصطناعي بعنوان “كريترز”، على أن يتم إنجازه في 9 أشهر فقط بميزانية 30 مليون دولار، عبر فريق من 30 شخصا، وهو ما أثار صدمة في هوليوود.

وحول ما إذا كان توسع غوغل في هذا المجال يهدد شركات أصغر ومن بينها شركات إسرائيلية، قال شارون للصحيفة “لا أفكر بهذه الطريقة، السوق ضخمة وهناك مكان للكثير من المجالات. نحن فقط في البداية، ما أنجزناه خلال عام كان سيستغرق عقدًا كاملًا في يوتيوب”.

عداء متصاعد لإسرائيل بعد 7 أكتوبر

وقال شارون للصحيفة إن الحياة خارج المختبر “أصبحت أكثر تعقيدًا منذ السابع من أكتوبر”، وأضاف أن الإسرائيليين يواجهون عداءً متزايدًا، وتتعرض شركات تقنية كبرى لضغوط لقطع علاقاتها بإسرائيل.

وأضاف “الأمر مؤلم أن ترى لوحات إعلانية معادية لإسرائيل على الطرقات، أو أن تسمع بما حدث لأختي في نيويورك عندما بصق سائق أوبر عليها لمجرد تحدثها بالعبرية”.

وتابع أن زوجته، وهي فرنسية الأصل، طلبت منه إزالة الـ”مزوزا” (قطعة تكتب عليه آيتان من التوراة تُعلق على أبواب المنازل للتبرك) من على باب منزله لأسباب أمنية.

وواجهت العديد من شركات التقنية في وادي السليكون، ومن أبرزها غوغل وميكروسوفت، انتقادات واسعة من نشطاء ومنظمات حقوقية دولية وموظفين بهذه الشركات بسبب تعاونها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر: يديعوت أحرونوت

إعلان