آخر تطورات التصعيد العسكري بين باكستان وأفغانستان

تجدد التوتر العسكري بين باكستان وأفغانستان، مساء الجمعة، عقب انتهاء هدنة الـ48 ساعة التي كانت قد أوقفت مواجهات دامية استمرت أياما، في وقت شن فيه الجيش الباكستاني قصفا بطائرات مسيَّرة على منطقة أورغون بمحافظة بكتيكا شرقي أفغانستان، مما أدى إلى سقوط 10 قتلى و8 جرحى، وفق ما صرَّح به مسؤول أفغاني للجزيرة.
وأكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أن بلاده تخوض “حربا إرهابية فُرضت عليها”، متهما “حكام كابل بالتآمر مع الهند ضد باكستان بعد أن كانوا يعيشون تحت ملاذها”، ودعا جميع الأفغان المقيمين في الأراضي الباكستانية إلى “العودة إلى وطنهم فورا”. وأضاف أن “أفغانستان أصبحت الآن وكيلا للهند”، على حد تعبيره.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4جهود السلام بين أفغانستان وباكستان تصل إلى طريق مسدود
- list 2 of 4وفاة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الأسبق
- list 3 of 4شاهد: اللحظات الأولى لزلزال قوي ضرب شمال أفغانستان وخلّف عشرات الضحايا
- list 4 of 4قطر: باكستان وأفغانستان تتفقان على استمرار وقف إطلاق النار
انتهاء الهدنة المؤقتة
ويأتي هذا القصف بعد ساعات من انتهاء الهدنة المؤقتة التي دخلت حيز التنفيذ الأربعاء الماضي.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الباكستانية شفقت علي خان، في وقت سابق، أن بلاده “تنتظر نتائج الـ48 ساعة لتقييم إمكانية تثبيت وقف إطلاق النار”، مؤكدا أن باكستان تتوقع من حكومة طالبان اتخاذ إجراءات ملموسة ضد “الجماعات الإرهابية” الناشطة على أراضيها.

هجوم انتحاري
من جهته، قال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد، لقناة أريانا نيوز، إن التعليمات صدرت لقوات الحركة “بعدم مهاجمة الجيش الباكستاني إلا إذا بدأ هو الهجوم”، مشددا على أن “المفاوضات هي الطريق الأمثل لحل الخلافات”.
وتزامن ذلك مع هجوم انتحاري قرب الحدود مع أفغانستان، أسفر عن مقتل 7 جنود باكستانيين وإصابة 13 آخرين في معسكر للجيش في شمال وزيرستان، بحسب مسؤولين أمنيين باكستانيين. وأوضحوا أن “مسلحا صدم بسيارة مفخخة جدار المعسكر، في حين حاول اثنان آخران اقتحامه قبل أن يُقتلا بالرصاص”.
محادثات حل الصراع
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أن “الجيش قتل 6 مسلحين خلال الهجوم”، من دون أن يوضح حصيلة القتلى في صفوف القوات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية حتى الآن.
وقال شريف في تصريحات، الخميس، إن باكستان اضطرت إلى الرد بعد نفاد صبرها حيال كابول بسبب سلسلة هجمات استهدفت قواتها، لكنه أبدى استعداد حكومته “لخوض محادثات من أجل حل الصراع”.

وفي المقابل، نفت حركة طالبان الاتهامات الباكستانية، ووصفتها بأنها “محاولات لتأليب الرأي العام وإثارة التوتر الحدودي”، متهمة إسلام آباد بـ”إيواء مسلحين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية” بهدف زعزعة الاستقرار في أفغانستان.
ويُعَد التصعيد الأخير الأسوأ بين البلدين منذ عقود، بعد مقتل العشرات وإصابة المئات جراء غارات جوية ومعارك برية على طول الحدود المتنازع عليها.
وفي بيان منفصل، قالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) إنها أحصت مقتل 37 مدنيا وإصابة أكثر من 400 آخرين على الجانب الأفغاني خلال الأيام الماضية، داعية كابول وإسلام أباد إلى “إنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم والعودة إلى الحوار”.