“كنت أتمنى أن أرى أهلي”: الأسير المحرر محمود أبو فول فقد بصره تحت التعذيب ويناشد العالم لإنقاذ ما تبقى من عينيه (شاهد)

سلّط برنامج “المسائية” على الجزيرة مباشر الضوء على قصة الأسير الفلسطيني المحرر محمود أبو فول من شمال غزة، الذي خرج في إطار صفقة تبادل أسرى، الأسبوع الماضي، حيث كشفت معاناته عن جانب مأساوي للتعذيب في السجون الإسرائيلية، الذي أدى لفقدانه حاسة البصر بالتزامن مع فقدانه منزله نتيجة حرب الإبادة على القطاع، بعد أن كان قد فقد ساقه في غارة إسرائيلية سابقة عام 2016.
تعذيب حتى فقدان البصر
روى محمود أبو فول (28 عاما) تفاصيل اعتقاله ومعاناته، قائلا إنه اعتقل في ديسمبر/كانون الأول الماضي خارج قطاع غزة، وتم نقله إلى معتقل “سدي تيمان”، وأثناء التحقيق تعرض للتنكيل والتعذيب، حيث تلقى ضربة عنيفة على رأسه في شق جبينه الأيسر، لكنه فوجئ عندما استعاد وعيه بعد ساعتين بفقدان بصره بالكامل، وأكد محمود أنه عاش 10 أشهر في السجن، منها 8 أشهر لم يرَ فيها أي شيء. متهما الاحتلال برفض تقديم العلاج الفعال له، والاكتفاء بـ”برهم وقطرة” لم تُجدِ نفعا.
أمل استعادة بصره قبل فوات الأوان
ناشد محمود العالم أجمع للنظر إليه بعين الرحمة، ودعا “الأيدي الرحيمة في كل أنحاء العالم” إلى مساعدته في الخروج للعلاج خارج القطاع، مؤكدا أن هناك أملا في استعادة بصره قبل فوات الأوان، خاصة أن الظروف الصعبة في غزة تحول دون تلقيه أي علاج مناسب، وقال محمود بحسرة: “كنت أتمنى لما أطلع لو أشوف بعين وحدة حتى تشوف أهلي، لكن هذا قدر الله”.
وعند سؤاله عن المقارنة بين معاملة الأسرى الإسرائيليين الذين عادوا بصحة جيدة وبأمان، ومعاملة الأسرى الفلسطينيين الذين عادوا مصابين أو جثامين، وجّه محمود رسالة مؤثرة قائلا: “نقول لهم إن هؤلاء [الأسرى الإسرائيليين] ذهبوا إلى بيوتهم أحرار سالمين غانمين، ونحن عدنا إلى أهالينا منا من فقد البصر، ومنا من فقد القدم، ومنا من فقد اليد. ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل”.