هل يميز الرضيع بين اللغات التي استمع إليها وهو جنين؟ دراسة تكشف أسرار المخ في الرحم

جنس الجنين يتحدد بعد الستة أسابيع الأولى من الحمل نتيجة نشاط جينات معينة
تابع الباحثون نشاط أدمغة الأطفال من خلال التصوير الطيفي الوظيفي بالأشعة تحت الحمراء (غيتي)

كشفت دراسة علمية جديدة، أجراها باحثون من جامعة مونتريال في كندا، أن الأجنّة يمكنهم التعرف إلى اللغات الأجنبية التي يستمعون إليها داخل رحم الأم، والتمييز بينها وبين لغتهم الأم بعد الولادة.

واعتمدت الدراسة التي نُشرت في الدورية العلمية “نيتشر كوميونيكيشن” (Nature Communication) لأول مرة، على تقنيات تصوير المخ لإثبات أن المواليد الجدد الذين استمعوا إلى قصص بلغات أجنبية وهم أجنة، يتجاوبون مع هذه اللغات بالطريقة نفسها التي يتفاعلون بها مع لغتهم الأم.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وقالت رئيسة الفريق البحثي، الدكتورة آنا جالاجر، إن حديثي الولادة لا يتعلمون اللغة قبل ميلادهم، لكنهم يشعرون بألفة تجاه اللغات التي سمعوها في الرحم، ما يساعد في تكوين شبكات عصبية مبكرة مرتبطة بمعالجة اللغة.

شملت التجربة 60 امرأة حاملا في الأسبوع الـ35 من الحمل (غيتي)
شملت التجربة 60 امرأة حاملا في الأسبوع الـ35 من الحمل (غيتي)

دماغ الجنين ليس “صفحة بيضاء”

وشملت التجربة 60 امرأة حاملا في الأسبوع الـ35 من الحمل، حيث استمعت مجموعة منهن لتسجيلات قصص باللغة الفرنسية (اللغة الأم) ثم بلغتين أجنبيتين هما الألمانية والعبرية، بينما لم تتعرض مجموعة التحكم لأي مؤثرات صوتية خاصة، وبعد الولادة تابع الباحثون نشاط أدمغة الأطفال من خلال التصوير الطيفي الوظيفي بالأشعة تحت الحمراء.

وأظهرت النتائج زيادة في نشاط الفص الصدغي الأيسر، المسؤول عن معالجة اللغة، لدى الأطفال الذين سمعوا اللغات الأجنبية وهم أجنة، بينما لم يظهر النشاط ذاته عند من لم يتعرضوا لها.

ووفق الباحثة آنا كارولينا كوان، من الأكاديمية البرازيلية لطب الأعصاب، تؤكد النتائج أن دماغ الجنين ليس “صفحة بيضاء”، وأن البيئة السمعية داخل الرحم تسهم في تشكيل قدراته اللغوية المبكرة.

وأكد الباحثون أن الدراسة لا تهدف إلى تشجيع الحوامل على تعريض الأجنة للغات أجنبية لتطوير ذكائهم، بل لفهم كيفية تطور اللغة مبكرا لدى الإنسان، وهو ما قد يساعد مستقبلا في علاج اضطرابات النطق والتأخر اللغوي لدى الأطفال.

المصدر: الألمانية

إعلان