الأمم المتحدة تدعو لاتخاذ إجراءات عاجلة لمنع الهجمات العرقية والجرائم الفظيعة في الفاشر

دعت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع وقوع ما وصفتها بفظائع وهجمات واسعة النطاق على أساس إثني، بمدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور غربي السودان.
ومنذ مايو/أيار العام الماضي 2024، تحاصر قوات الدعم السريع بقيادة محمد دقلو، مدينة الفاشر وهي آخر عاصمة في إقليم دارفور ما زال يسيطر عليها الجيش وتعد الجبهة الرئيسية في الحرب الدائرة منذ أبريل/نيسان عام 2023 بينها وبين الجيش السوداني.
#Sudan: Urgent action needed to prevent large-scale, ethnically motivated attacks & atrocity crimes in El Fasher.
As the Rapid Support Forces intensify offensive to take control of the long-besieged city, @volker_turk stresses need to ensure protection of civilians remaining in… pic.twitter.com/Cw4M6YrvaT
— UN Human Rights (@UNHumanRights) October 2, 2025
مفوض الأمم المتحدة يحذر
وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إن “الفظائع يمكن تجنبها إذا اتخذت جميع الأطراف إجراءات ملموسة لاحترام القانون الدولي والمطالبة باحترام حياة المدنيين وممتلكاتهم ومنع الاستمرار في ارتكاب الجرائم الفظيعة”.
وبحسب المفوضية، قُتل نحو 91 مدنيا على الأقل بين 19 و29 سبتمبر/أيلول جراء قصف مدفعي وضربات بطائرات مسيّرة وهجمات برية نفذتها قوات الدعم السريع.
وحذّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، قائلا إنه “بعد أكثر من 500 يوم من الحصار المتواصل والقتال المستمر، الفاشر على شفا كارثة أكبر إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لفك الطوق المسلّح عن المدينة وحماية المدنيين”.
قلق من طائرات مسيّرة بعيدة المدى
وأشارت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، إلى أن تقارير عن نشر قوات الدعم السريع “طائرات مسيّرة بعيدة المدى” في جنوب دارفور تثير “قلقا بالغا” وتُنبئ باحتمال تصاعد حدة القتال في الأيام المقبلة.
وأكد تورك الحاجة الملحة إلى حماية المدنيين العالقين في الفاشر، وبينهم مسنون وذوو الاحتياجات الخاصة والمرضى، داعياً إلى إنشاء ممر آمن يتيح للمدنيين الراغبين في المغادرة القيام بذلك طوعاً، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ومن دون عوائق.
“قسوة الأوضاع تتفاقم”
وقال المسؤول الأممي، إن “قسوة الوضع تتفاقم بفعل القيود التعسفية والمستمرة التي تفرضها قوات الدعم السريع على إدخال الغذاء والإمدادات الأساسية إلى المدينة”.
ومدينة الفاشر- عاصمة ولاية شمال دارفور- وهي المدينة الرئيسة الوحيدة في إقليم دارفور الشاسع التي ما زالت تحت سيطرة الجيش، فيما تسيطر الدعم السريع على بقية الإقليم تقريبا.
يأتي ذلك في وقت دخل فيه النزاع في السودان عامه الثالث متسببا في مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، فيما تصفه الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.