“فترة وتعدي”.. مدير مستشفى العودة يروي تفاصيل اعتقاله وتعذيبه على يد الاحتلال (فيديو)

روى الأسير المحرر الدكتور أحمد مهنا، مدير مستشفى العودة، ما تعرض له خلال فترة اعتقاله من قبل قوات الاحتلال، حيث بدأت رحلته من منطقة “غلاف غزة” إلى مراكز التحقيق المختلفة، وعاش أيامًا من الإهانة والتعذيب النفسي والجسدي.
وقال إنه أُخضع لسلسلة طويلة من جلسات التحقيق متنقلًا بين استخبارات الجيش الإسرائيلي وجهاز “الشاباك”، تجاوزت 12 جلسة، امتدت أحيانًا إلى ثماني ساعات متواصلة.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4“استقبال المجرمين كالأبطال”.. مشهد من محاكمة جنود “سدي تيمان” يفجر غضب المنصات (فيديو)
- list 2 of 4الكشف عن جرائم “اغتصاب” ارتكبها الاحتلال بحق مدنيين فلسطينيين
- list 3 of 4قانون إعدام الأسرى يثير جدلا واسعا عربيا وإسرائيليا
- list 4 of 4شاهد: شارات حمراء تجتاح لندن بشعار “أطلقوا الرهائن الفلسطينيين”
خلال تلك الجلسات، عانى مهنا من التقييد المستمر، حيث لم تُفَكَّ قيوده ولا غطاؤه العيني طوال 24 يومًا. نُقِلَ إلى التحقيق ليلًا، مقيد اليدين، مع تشغيل موسيقى صاخبة بهدف حرمانه من النوم. لم يُسمح له برؤية أي ضابط إلا بعد أسبوعين من الاحتجاز.
“محطة الكلاب”
أما في جلسات “الشاباك”، فكان التعذيب أكثر عنفًا، وتنوّع بين الاعتداء الجسدي، والضغط النفسي، والتهديد بالتنكيل بأسرته وأطفاله.
وقد وصف أحد مراكز الاحتجاز التي نُقل إليها لاحقًا بأنها “محطة الكلاب”، حيث أُطلقت عليه وعلى المعتقلين كلاب بوليسية ضخمة وهم مكبلو الأيدي والأرجل ومعصوبو الأعين، قبل أن يتعرضوا للضرب الشديد على الأرض.
في إحدى تلك المرات، أُصيب بكسر في الكتف نتيجة الضرب، مما زاد من اقتناعه بأن ما يتعرض له الأسرى هو استهداف ممنهج، خاصةً الأطباء منهم، الذين كانوا يُعامَلون معاملة أكثر قسوة. فقد كان يُنظر إليهم باعتبارهم يحملون “معلومات حساسة” نتيجة عملهم الطبي مع الجرحى، أو تواصلهم مع من تعتبرهم إسرائيل “مقاتلين”.
ويروي أنه في يوم آخر، اقتيد إلى مركز تحقيق، وقُيّد من الخلف، وأُجبر على الانحناء أمام الجدار لساعات طويلة في برد قارس، وهو حافي القدمين، فوق أرضية حصوية مدببة تسبب له جروحًا ونزيفًا، كما استُخدم الحرمان من النوم والبرد وسيلة أخرى من وسائل التعذيب.
رغم ذلك، ظل أحمد مهنا متمسكًا بإرادته، مدركًا أن ما يتعرض له ليس سوى محاولة من عدو حاقد لكسر إرادة الإنسان الفلسطيني. بالنسبة له، لم يكن ما عاشه سوى دليل جديد على وحشية الاحتلال، ومأساة يعيشها الشعب الفلسطيني يوميا، لكنها كما يقول “فترة وتعدي”.
"عدت للعمل في مستشفى العودة فور وصولي".. الأسير المحرر أحمد مهنا مدير مستشفى العودة يخرج من سجون الاحتلال إلى العمل لمساعدة المرضى والمصابين #الجزيرة_مباشر #غزة pic.twitter.com/oYsZglxBJK
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 14, 2025
يذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت الدكتور أحمد مهنا في ديسمبر/كانون الأول من عام 2023 بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى العودة شمالي قطاع غزة.
وأفادت وزارة الصحة وقتها في بيان أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مستشفى العودة، وذلك بعد عدة أيام من حصاره وقصفه، وقامت باحتجاز وتعرية كوادره الطبية، وعلى رأسهم مدير المستشفى أحمد مهنا”.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال أطلقت سراح الكوادر الطبية بعد 4 ساعات من الاستجواب في ظروف غير إنسانية، وأبقت مدير مستشفى العودة رهن الاعتقال، واقتادته إلى جهة غير معلومة.