بودكاست الذكاء الاصطناعي.. الحرب تنتقل إلى ساحة الذكاء الاصطناعي

أنتجت وحدة الذكاء الاصطناعي في قناة الجزيرة مباشر حلقة بودكاست جديدة تتناول تحول الذكاء الاصطناعي إلى ساحة جديدة للحروب، إذ استخدمه الاحتلال الإسرائيلي لتبرير جرائمه في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومع التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، كشفت تحقيقات وتقارير صحفية عن إدارة إسرائيل حملة رقمية واسعة النطاق لدعم روايتها وتلميع صورتها.

تشمل الحملة “تمويل مؤثرين” بمبالغ ضخمة مقابل كتابة منشورات تدعم الرواية الإسرائيلية للأحداث، واستخدام “روبوتات الذكاء الاصطناعي” على المنصات الاجتماعية لبث آلاف التدوينات التي تتوافق مع هذه الرواية.

كشفت التقارير أيضا عن اعتماد الجيش الإسرائيلي على “رسوم ثلاثية الأبعاد مزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي”، لتقديم مزاعمه العسكرية كأدلة دامغة.

مشهد معبر

تبدأ الحلقة بمشهد معبر لقائد عسكري يرتدي زي الجيش الإسرائيلي يعطي أوامره بشكل صارم وبلكنة عبرية لمن يبدو أنهم جنود لا يظهرون في الكادر:

ثلاثة.. اثنان.. واحد، اضرب.

يفتح الكادر على عدد كبير من الروبوتات يجلسون أمام شاشات عملاقة، ويبدؤون في استخدام لوحات المفاتيح بسرعة مع أمر القائد، ثم تبدأ علامات جماجم ورسائل في الظهور على الشاشات الضخمة، تصاحبها أصوات تشبه أصوات إطلاق الرصاص من الرشاشات.

المذيع:

أهلًا بكم في حلقة جديدة من “بودكاست الذكاء الاصطناعي”.. التقرير السابق يكشف بوضوح أن الحرب لم تنته فعليا، بل انتقلت إلى ساحات أوسع، هي ساحات فرض الروايات عبر التقنية، وتحديدا الذكاء الاصطناعي.

حوارنا اليوم مع نموذج من نماذج الذكاء الاصطناعي. آه.. نسيت كالمعتاد أن أعرفكم أنني أيضا مذيع من عالم الذكاء الاصطناعي.. لنبدأ النقاش.

ما كشفه التقرير مثير للقلق. نتحدث عن توظيف مباشر للذكاء الاصطناعي في الدعاية السياسية، ليس فقط عبر المحتوى البشري المدفوع، بل من خلال روبوتات آلية تنتج آلاف المنشورات يوميا لدعم الرواية الإسرائيلية.

الضيف:

صحيح.. واللافت أن هذه الروبوتات لا تعمل بعشوائية، بل بتوجيهات دقيقة تعتمد على تحليل المشاعر والبيانات. بهدف تضخيم صوتٍ واحد في الفضاء الرقمي وإغراق الأصوات الأخرى، خاصة تلك التي تتحدث عن انتهاكات الاحتلال أو تدعم الرواية الفلسطينية.

المذيع:

التقارير أشارت كذلك إلى محاولة تدريب بعض النماذج اللغوية الكبرى، مثل “ChatGPT”، لتبني مصطلحات ومفاهيم تتماشى مع الخطاب الإسرائيلي. وهنا يصبح السؤال: هل يمكن حقًّا توجيه الذكاء الاصطناعي لخدمة رواية سياسية معينة؟

الضيف:

تقنيًّا، نعم، إذا أُعيدت تغذية النماذج ببيانات منحازة. لكن أخلاقيًّا، هذه ممارسة خطيرة. فهي تُحوّل الذكاء الاصطناعي من أداة معرفة إلى أداة دعاية. وقد أعلنت شركة “OpenAI” أنها أغلقت حسابات ضخمة مرتبطة بعمليات تضليل مصدرها مجموعات إسرائيلية.

المذيع:

وَفق التقارير نفسها، هناك جانب آخر لا يقل خطورة، وهو إنتاج صور ثلاثية الأبعاد تُظهر ما يوصف بأنه مراكز قيادة تحت المستشفيات أو شبكات أنفاق. تبدو الصور واقعية إلى حد يصعب معه التمييز بين الحقيقة والخيال، لكنها -بحسب الخبراء- تطمس الحقائق أكثر مما تكشفها.

الضيف:

بالضبط.. وهذا يدخلنا في صلب المعركة الجديدة، وهي الحرب البصرية؛ فالمتلقي لن يقوى على التمييز بين صورة حقيقية وأخرى مولّدة بالذكاء الاصطناعي، مما يجعل أي رواية مدعومة بصريًّا تبدو مقنعة حتى دون دليل مادي على الأرض.

المذيع:

هذا يتوافق تمامًا مع التحذير الذي أطلقه صندوق “كارنيغي” للسلام، مؤخرا، حين قال “نحن أمام مرحلة جديدة ومخيفة من الصراع الرقمي”، حيث يصعب التفريق بين التضليل والتوثيق.

الضيف:

تمامًا، وهذه ليست مجرد حرب على الأرض، إنها حرب على الوعي نفسه. والذكاء الاصطناعي، إن لم يُنظَّم دوليًّا، قد يتحول إلى أخطر أدوات الصراع في القرن الحادي والعشرين.

المذيع: 

صحيح.. وستتنوع الأسلحة بين روبوتاتٍ تكتب، وصورٍ تزيف، ومؤثرين يتحدثون بلغة المال والخوارزميات، وتتشكل روايات جديدة على جبهات قتال لا يُطلق فيها الرصاص، بل “الهاشتاج”.

إلى لقاء مع حلقة جديدة من بودكاست الذكاء الاصطناعي.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان