طبيب في الصباح وحلاق في المساء.. تعرف إلى قصة السوداني إبراهيم عبد الله (فيديو)

يقضي الشاب السوداني إبراهيم عبد الله صباحه طبيبا في قسم الجراحة بمستشفى عثمان دقنة في مدينة بورتسودان شرقي السودان، ولكن ما أن يأتي المساء حتى يتوجه إلى كشك صغير يتخذه صالونا يعمل فيه حلاقا في الأمسيات.
وقال عبد الله للجزيرة مباشر إنه لا يخجل من كونه طبيبا ويعمل في مهنة الحلاقة، وذلك لأن المهنة هي التي ساعدته على إكمال دراسته الجامعية، فقد كان يعمل حلاقا قبيل تخرجه في الجامعة، ويعول أسرته في ظل ظروف الحرب التي اندلعت في السودان.
وأوضح الطبيب السوداني أنه يعول أُسرته التي تمكن من إخراجها من براثن الحرب في غرب السودان إلى خارج السودان.
وأضاف: “حين قامت الحرب ووصلت إلى دارفور اقترحت على أسرتي أن تنتقل إلى بورتسودان ومنها إلى خارج السودان، فالوضع لم يكن آمنا في ذلك الوقت”.
وأكد عبد الله أن الفضل يعود إلى أسرته في كل ما وصل إليه، فهي التي وقفت إلى جانبه وشجعته حتى التخرج في الجامعة.
ووصف عبد الله الحياة قبل الحرب بأنها كانت محاطة بالصعوبات، إذ كان وقتها طالبا بكلية الطب.
وأشار إلى أن فكرة صالون الحلاقة جاءته بعد زيادة الرسوم والمصروفات الجامعية بعد الحرب، فرأى أن يكون له عمل يعينه على إكمال دراسته الجامعية، فقرر حينها أن يفتح صالونه الخاص ويعمل فيه بنفسه.
ويحفظ عبد الله القرآن الكريم كاملا بروايتين، وكان قبل الحرب يعمل إماما لمسجد مجمع النور الإسلامي في منطقة الجريف غرب العاصمة الخرطوم، كما خلف والده في تدريس القرآن بخلوة والده لمدة 7 أشهر حتى استأنف دراسته الجامعية في مدينة بورتسودان.
وقال عبد الله إنه عمل ضمن الكادر الطبي في مستشفى النو بمحلية كرري في مدينة أم درمان لمدة 5 أشهر، قبل أن ينتقل لمدينة بورتسودان غرب البلاد ويكمل عمله طبيب امتياز بمستشفى بورتسودان.
والآن يعمل عبد الله دوامين كاملين في كل أيام الأسبوع، حيث يعمل طبيبا في الصباح بمستشفى في قسم الجراحة، ويعمل في المساء بكشك الحلاقة.
وقال عبد الله إنه يحلم بأن يصبح جراحا متخصصا في جراحة العظام، وقال إنه يعمل في مهنة الحلاقة حتى لا تتعطل مسيرته العلمية والدراسية، حيث تتزايد مصروفاته الدراسة بشكل دائم، مؤكدا أنه لا يشعر بأي غضاضة في الجمع بين عمله طبيبا وعمله في مهنة الحلاقة.
وروى عبد الله قصصا طريفة، بعدما اكتشف العديد من الأشخاص جمعه بين الطب والحلاقة، حيث يلجأ إليه بعض زبائنه في صالون الحلاقة من أجل استشارات طبية، وقال إن الكثير من الناس، حتى في صالون الحلاقة، لا يخاطبونه سوى بلقب “الدكتور”.