من السجن إلى الترحيل.. السلطات الأمريكية تخطئ مرتين بحق رجل بريء (شاهد)

سوبرامانيام فيدام يواجه خطر الترحيل من أمريكا رغم إعلان براءته (مواقع تواصل)

بعد أن قضى 43 عاما ظلمًا في أحد السجون الأمريكية بتهمة جريمة قتل لم يرتكبها، يواجه رجل هندي أوامر بالترحيل من قِبل إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، إنه تم القبض مؤخرًا على سوبرامانيام فيدام، البالغ من العمر 64 عاما، في ولاية بنسلفانيا من قِبل سلطات الهجرة، وذلك بعد الإفراج عنه وتبرئته من جريمة قتل قضى أكثر من أربعة عقود من جرائها خلف القضبان.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أسقط المدعي العام لمقاطعة سنتر بولاية بنسلفانيا جميع تهم القتل الموجهة إليه، لكن بعد أيام قليلة فقط من إعلان براءته، أقدمت سلطات الهجرة والجمارك على احتجازه مجددًا، مستندة إلى أمر ترحيل صادر عام 1988، وهو أمر مرتبط بإدانته السابقة التي أُلغيت لاحقًا.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

تفاصيل القضية

تعود القضية إلى أكثر من أربعين عاما، حين أُدين فيدام بقتل توم كينسر، وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 19 عاما اختفى من مدينة ستيْت كوليدج عام 1980.

وبعد تسعة أشهر، عُثر على جثة كينسر في منطقة غابية مصابًا بطلق ناري في الرأس. كان كينسر وفيدام زميلين سابقين في الدراسة، وقد سكنا معًا لفترة قصيرة.

وفي يوم اختفاء كينسر، طلب فيدام منه توصيلة بالسيارة. وبعد اختفائه، عُثر على سيارة كينسر مركونة في مكانها المعتاد، من دون أن يشاهد أحد من أعادها.

وفي عام 1983، أُدين فيدام بجريمة القتل وحُكم عليه بالسجن المؤبد، وتلقى بعد عام حكمًا إضافيًّا بالسجن من سنتين ونصف إلى خمس سنوات في قضية مخدرات ضمن صفقة ادعاء، على أن تُنفذ العقوبتان بالتزامن.

طوال سنوات سجنه، أصرّ فيدام على براءته واستمر في استئناف الحكم الذي صدر ضده بناءً على أدلة ظرفية. وفي عام 2021، ظهرت أدلة جديدة في قضية مقتل كينسر، مما أدى إلى تبرئته رسميًّا هذا الشهر.

دعوات للتدخل الإنساني

وُلِد فيدام في الهند وجاء إلى الولايات المتحدة وهو رضيع بعمر تسعة أشهر، حيث عاش فيها بإقامة قانونية دائمة. ومع ذلك، صادرت السلطات جواز سفره وبطاقته الخضراء ورفضت منحه كفالة، بزعم أنه “أجنبي يُحتمل أن يفرّ من العدالة”، وتخشى عائلته من ترحيله إلى الهند التي لا يرتبط بأي شيء فيها الآن.

قالت محاميته آفا بيناش في تصريح لصحيفة “يو آس توداي”: “لقد عاش سوبو في الولايات المتحدة منذ كان عمره تسعة أشهر فقط، حين قدم مع عائلته كمقيمين دائمين قانونيين وكان لا يزال مقيما قانونيا دائما، كما تم قبول طلبه للحصول على الجنسية الأمريكية قبل اعتقاله عام 1982”.

وأكدت بيناش أن موكلها هو أول سجين في تاريخ ولاية بنسلفانيا تتم تبرئته بعد قضائه أربعة عقود في السجن لجريمة لم يرتكبها، مشددة على أنه يستحق فرصة لإعادة بناء حياته داخل الولايات المتحدة.

كما عبرت ابنة شقيقه، عن مشاعر مشابهة بقولها: “كل ما نريده هو أن يكون معنا في المنزل وأن يتمكن من المضي قدمًا في حياته.

يُحتجز فيدام حاليا في مركز احتجاز في فيلبسبرغ، ببنسلفانيا، وتنتظر عائلته تحديثات حول قضيته واحتمال ترحيله إلى الهند.

المصدر: الجزيرة مباشر + الغارديان البريطانية

إعلان