درس 7 أكتوبر.. الدفاع الإسرائيلية تخشى عدم كفاية الميزانية لمواجهة التهديدات

آليات إسرائيلة تتحرك إلى داخل غزة استعدادا لـ"عربات جدعون 2"
آليات إسرائيلية تتحرك إلى داخل غزة استعدادا لـ"عربات جدعون 2" (غيتي إيميجز)

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، اليوم الجمعة، عن تصاعد الخلاف بين وزارة الدفاع ووزارة المالية بشأن الميزانية، حيث حذرت وزارة الدفاع من أن “الميزانية الحالية غير كافية لمواجهة التهديدات الجديدة للبلاد”.

واتهم مسؤول دفاعي كبير، بحسب الصحيفة، وزارة المالية بـ”استغلال السرية” حول الاحتياجات الأمنية لتقليص المخصصات، قائلا: “تُدرك وزارة المالية أننا لا نستطيع التحدث علنا عن احتياجاتنا، حتى لا نكشف ثغراتنا لأعدائنا، وهي تستغل ذلك لشن حملة ضدنا”.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

درس السابع من أكتوبر

وتضيف الصحيفة أن هذه التحذيرات تأتي بعد أن كشفت دروس حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في إشارة إلى عملية “طوفان الأقصى” عن فشل لوجستي وحاجة ماسة للانتقال إلى مرحلة “التعزيز” وبناء قوة شاملة والتجهيز بمنصات جوية وسفن ودبابات وأسلحة دقيقة جديدة، التي تبلغ تكلفتها عشرات المليارات من الشواكل.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي، بموافقة القيادة السياسية التي راجعت تقييمات الوضع، توقع أن الحرب ستستمر قرابة شهر، مع إمكانية تمديدها لمدة تصل إلى أسبوعين إضافيين.، ووفقا للخطة، كان من المقرر أن يُدار القتال على جبهتين فقط: (حزب الله) في الشمال كجبهة رئيسة، و(حماس) في الجنوب كجبهة ثانوية، لكن في الواقع اضطر الجيش الإسرائيلي إلى استخدام حوالي 900 طائرة نقل وحوالي 150 سفينة مساعدات -معظمها من الولايات المتحدة- لتوفير المعدات والخدمات اللوجستية واشتعلت المعارك في 8 جبهات.

وأكد كبار مسؤولي الدفاع للصحيفة أن إسرائيل تواجه تغييرا جذريا في الشرق الأوسط، وأن الزيادات في الميزانية التي مُنحت لا تكفي للاستعداد للتهديدات، وأضافوا أن دروس السابع من أكتوبر لا تقتصر على ما حدث في تلك الليلة فحسب، بل تمتد أيضا إلى سنوات من سوء الفهم. مضيفين أنه “يجب ألا نعود إلى هناك”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير آخر أنه يجب: “الانتقال إلى مرحلة التعزيز بتجهيز بمنصات جوية، ومروحيات، وسفن، ودبابات، وناقلات جند مدرعة من طراز تايغر، وأسلحة باهظة الثمن ودقيقة من قنابل ذكية، وصواريخ، وصواريخ اعتراضية للدفاع الجوي.

وبينما تبلغ تكلفة إنتاج صاروخ إيراني أو حوثي حوالي 400 ألف دولار، تبلغ تكلفة صاروخ “حيتس 3” بنسخته الجديدة 3 ملايين دولار، ويستغرق إنتاجه وقتا طويلا بسبب نقص المواد الخام والقوى العاملة.

الخطر التركي

وتضيف الصحيفة أن اللجنة العامة برئاسة البروفيسور يعقوب ناجل، التي درست مؤخرا احتياجات ميزانية الدفاع للسنوات القادمة، حذّرت من أن تنامي نفوذ تركيا وجيشها المتطور في الساحة السورية، إلى جانب ما وصفته بـ”تنامي عداء” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإسرائيل، قد يُشكّل تحديا جديدا.

وجاء في تقرير اللجنة: “يجب ألا ننسى المصدر الذي انحدر منه بعض المتمردين وقادتهم (النظام الحاكم في سوريا)، ولذلك يجب الأخذ في الاعتبار أن إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة تهديد جديد في سوريا، ربما لا يقل خطورة عن التهديد السابق، متمثلا في قوة سنية متطرفة لا تقبل حتى مجرد وجود إسرائيل”.

وأوصت اللجنة كذلك بتعزيز كبير للحدود الشرقية مع الأردن، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يكلف بناء حاجز وقائي هناك حوالي 5 مليارات شيكل، وحذرت في الوقت ذاته من أن زعزعة استقرار الأردن قد تُعرّض إسرائيل لتهديد استراتيجي حقيقي.

المصدر: الجزيرة مباشر + يديعوت أحرونوت

إعلان