زعموا أنه ينقل لحم بقر.. متطرفون هندوس يعتدون بوحشية على سائق مسلم في شمال الهند (فيديو)

اعتدى متطرفون هندوس بوحشية على سائق مسلم يدعى محمد ناصر، بعد أن أوقفوا شاحنته الصغيرة التي كانت تنقل لحم جاموس في منطقة نينيتال بولاية أوتاراخند شمالي الهند.
وذكرت تقارير إخبارية أن محمد ناصر (35 عاما) كان يقود شاحنته، يوم الخميس، لنقل لحم جاموس، وهو أمر لا يخالف القانون الهندي، من منطقة بارِيلي في ولاية أوتار براديش إلى رامناغار بولاية أوتاراخند، لكن متطرفين من جماعات هندوسية متشددة هاجموه وخرّبوا مركبته بزعم أنه ينقل لحم بقر “غير قانوني”.
رغم سماح الشرطة بمروره وقانونية عمله.. هندوس متطرفون يحتجزون سائقا مسلما ويعتدون عليه بالضرب وبتدمير مركبته بسبب نقله لحوم جاموس #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/2OMrR56KNU
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 26, 2025
لديه كل التصاريح القانونية
وقال وحيد حسين، شقيق ناصر، للجزيرة مباشر إن شقيقه كان يحمل جميع التصاريح والوثائق القانونية اللازمة لنقل اللحم، وقد فُتشت أوراقه عند مركز شرطة “بيل باراو” وسُمح له بالمرور.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4جيوش الذكاء الاصطناعي.. كيف تعيد رسم صورة المسلمين افتراضيا في الهند؟ (فيديو)
- list 2 of 4بروث البقر.. برلمانية هندية تجري “طقس تطهير” لمكان صلاة نساء مسلمات (شاهد)
- list 3 of 4السلطات الهندية تهدم العشرات من متاجر المسلمين بعد اشتباكات طائفية غربي البلاد (فيديو)
- list 4 of 4لافتات غامضة.. هل تتحول احتفالات “ديوالي” إلى ساحة إقصاء اقتصادي لمسلمي الهند؟
وأضاف أن متطرفين من جماعة “بجرانغ دال” أوقفوا المركبة وأجبروه على النزول منها. وقالوا له إن الشاحنة تحمل لحم بقر، فأخبرهم أن الحمولة ليست لحما محظورا وأنه يحمل تصريحا رسميا بالنقل. ورغم ذلك، تجمع نحو 30 أو 40 شخصا وضربوه.
وتابع حسين قائلا “ضربوه بوحشية وتعرّض لإصابات داخلية كثيرة، ولم يعد قادرا على الكلام بشكل طبيعي. حتى الأطفال الصغار رشقوه بالحجارة.. لديهم كراهية شديدة إلى حد أنهم يريدون ضربنا فقط لأننا مسلمون”.
وأشار حسين إلى أنه “حتى لو كان هناك خطأ ما في المركبة، فليس من حق أحد أن يعتدي على الناس. هناك أجهزة شرطة مختصة يمكنها اتخاذ الإجراءات القانونية. كان عليهم الاتصال بالشرطة بدلا من مهاجمته”.
وأكد حسين أن الشرطة أنقذت أخاه من أيدي المعتدين، ونُقل إلى المستشفى بعد الحادث، وخرج يوم الجمعة بعد استقرار حالته.

اشتباك مع ضباط الشرطة
وبعد الاعتداء، اشتبك المتطرفون مع الضباط والجنود في مركز الشرطة، متهمين إياهم بالسماح بنقل لحوم البقر داخل الولاية.
وأكد ضابط شرطة للجموع أن “اللحوم الموجودة في الشاحنة ليست لحم بقر”. وعندما حذرهم من تجاوز القانون، بدأ الحشد في الصراخ ورفع الشعارات.
وأكد الضابط أنه سيجري التحقيق في الأمر بشكل مناسب “وإذا وُجد أي تقصير فسوف يتخذ إجراءات صارمة”.
وفي الوقت نفسه، سُجلت محاضر رسمية في مركز شرطة “كوتوالي” بمدينة رامناغار، بناءً على شكوى من زوجة ناصر، نور جهان، التي ذكرت في الشكوى اسم قيادي محلي في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، يُدعى مادان جوشي، وأربعة من قادة الجماعات الهندوسية المتطرفة، إضافة إلى 30 مجهولا، بتهم محاولة القتل والتجمهر غير القانوني.
وأوضحت الشكوى أن المتهمين حاولوا قتل ناصر باستخدام العصي والقضبان الحديدية، لكن الشرطة وصلت في الوقت المناسب وأنقذته.
غضب بين المسلمين
وأثار الحادث غضبا واسعا بين المسلمين المحليين الذين طالبوا باعتقال الجناة فورا. واجتمع أفراد من عائلة ناصر ومسلمون محليون مع الشرطة مطالبين بإجراءات قانونية حازمة ضد المعتدين.
وقال الصحفي المحلي رافي بيِنداس للجزيرة مباشر “الاعتداء كان وحشيا للغاية، لكن أفراد العائلة والمسلمين أظهروا ضبط نفس كبير. كان بإمكانهم الرد بعنف، لكنهم اكتفوا بالضغط على الشرطة للتحرك”.
وعلق صدام قريشي، وهو زعيم مسلم في منظمة “الخدمة الإسلامية في أوتاراخند”، على الاعتداء قائلا إن مثل هذه الحوادث تستمر بلا توقف لأن الحكومة تمنح المعتدين الحماية.
وأضاف قريشي للجزيرة مباشر “السياسة في أوتاراخند أصبحت تتمحور حول الصراع الطائفي بين الهندوس والمسلمين. هؤلاء المتنمرون والمخربون يحصلون على حماية من الحكومة، ولهذا يجرؤون على ارتكاب مثل هذه الأعمال”.
وأضاف “منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة، ازداد هؤلاء جرأة، وهم يرتكبون العنف باسم البقرة والدين واللحية والطاقية. وعندما تُسجل قضايا ضدهم، تُوجَّه إليهم تهم ضعيفة”.
وأكد قريشي أن “هذه الجرائم لن تتوقف ما لم تتخذ الحكومة إجراءات صارمة بحق الجناة. فالحكومة تسعى إلى إذكاء الطائفية بين الهندوس والمسلمين لإخفاء قضايا الفساد التي تلاحقها”.