من تحت الركام.. طبيبة بيطرية تواصل إنقاذ الحيوانات في قطاع غزة (شاهد)

على الرغم من الدمار الذي لحق بمزرعتها في منطقة القرارة بخان يونس، في جنوب قطاع غزة، لم تفقد الفلسطينية منى مهنا (45 عاما) شغفها بالحيوانات، وظلّت تمارس مهنتها بيطريةً ومستشارة في ملتقى غزة للزراعة الحضرية للدواجن والأغنام، لتساعد المربين على الاستمرار وسط الظروف الصعبة الناجمة عن الحرب الإسرائيلية.
وأنشأت منى قبل الحرب الإسرائيلية مشروعها الخاص تحت اسم “مزرعتي” وقسمته إلى أقسام، للدجاج والطيور والأغنام، إضافة إلى عيادة بيطرية كانت تعالج فيها الحيوانات وتقدّم الإرشادات للمزارعين.
وقالت منى للجزيرة مباشر “حبي للحيوانات دفعني لدراسة الطب البيطري، كنت أحلم بمزرعة تجمع كل ما أحب، وأعمل بيدي لتطويرها”.
“لم أسمح لليأس أن ينتصر”
وأضافت البيطرية أن الحرب دمّرت الحلم في لحظات “استيقظت على مشهد المزرعة مهدّمة بالكامل، شعرت أنني فقدت جزءًا مني، لكن لم أسمح لليأس أن ينتصر”.
وبعد فترة قصيرة من الصدمة، بدأت منى العمل ميدانيا مع المزارعين المتضررين، تقدم لهم إرشادات بيطرية حول علاج الحيوانات واستخدام بدائل غذائية بعد انقطاع الأعلاف.
وأوضحت ذلك قائلة “قمنا بتوعية المربين لتقديم البقوليات بدائل للأعلاف، مثل العدس والحمص والفول، حتى لا تنفق المواشي. ومع الوقت أسهم الملتقى بتوفير كميات محدودة من الأدوية والأعلاف البديلة لإنقاذ المشاريع الصغيرة”.
القطاع الحيواني تعرّض لتدمير واسع
وأشارت إلى أن القطاع الحيواني في غزة تعرّض لتدمير واسع، إذ فقد كثير من المزارعين مواشيهم ومصادر رزقهم.
وتابعت “الناس عادت إلى بيوتها بعد النزوح لتجد كل شيء مدمّرًا، فاضطر كثيرون للتحوّل نحو الزراعة المنزلية لإنتاج الغذاء النباتي”.
قصة المرأة والحمار
ومن المواقف التي لا تنساها منى، قصة امرأة كانت تملك حمارا تعتمد عليه في كسب رزقها، لكنه أصيب بقصف من الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت “تواصلت معي السيدة طالبة المساعدة، كان وضع الحمار حرجا، واحتاج علاجا طويلا، لكن بحمد الله تعافى وعاد للعمل، وكانت فرحتها لا تُوصف”.
وختمت الطبيبة البيطرية منى حديثها بقولها “تجربتي علّمتني أن الوقوف بعد الخسارة بداية جديدة. حلمي أن أستعيد مزرعتي وأرى مشاريع إنتاج حيواني تدعم المرأة الفلسطينية التي فقدت مصدر رزقها الوحيد”.