من الميدان.. صحفيون سودانيون يروون ثمن أداء الواجب في زمن الحرب (شاهد)

يواجه الصحفيون في السودان ظروفا إنسانية ومهنية بالغة التعقيد، وسط تصاعد الانتهاكات التي طالت العاملين في الحقل الإعلامي، منذ اندلاع الحرب في 15 إبريل/نيسان 2023.
ووثقت نقابة الصحفيين السودانيين أكثر من 500 حالة انتهاك بحق صحفيين وصحفيات في مختلف المناطق، إذ اضطر أكثر من 500 منهم إلى مغادرة البلاد، بحسب تقرير النقابة.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 450 ألفا فروا إلى “الدبة”.. البرهان يزور مخيم نازحي الفاشر في الولاية الشمالية (فيديو)
- list 2 of 4رئيس المحكمة الجنائية الدولية السابق: العدالة في دارفور تكتب على الورق فقط (فيديو)
- list 3 of 4خبراء بالأمم المتحدة: قوات الدعم السريع ارتكبت فظائع وعنفا جنسيا ممنهجا في الفاشر
- list 4 of 4الجيش السوداني يتصدى لهجوم بالمسيرات في الخرطوم وعطبرة (الفيديو)
وأشارت النقابة إلى أن مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، تشهد تغييبا شبه تام للصحافة المستقلة، ما دفع كثيرين إلى إخفاء مهنتهم خوفا من الاعتقال أو التعذيب أو القتل في بعض الحالات.
تدمير واعتقال
وقال ممثل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السودانية ومدير مكتب الخرطوم، مستور آدم إسماعيل، إن الحرب أثّرت بشكل كبير على أداء الهيئة، إذ “شُرّد أكثر من ألف و200 موظف بعد توقف العمل في العاصمة”.
وأضاف للجزيرة مباشر، أن قوات الدعم السريع اعتقلت أكثر من 20 من العاملين وحبستهم لمدة تجاوزت الشهر، كما حوّلت مبنى الإذاعة إلى سجن، وثكنة عسكرية، ومخازن للسلاح والذخيرة.
وأوضح إسماعيل أن أحد موظفي الهيئة تعرض للقتل، كما جرى اعتقال المذيعة إخلاص التوم، قبل إطلاق سراحها مقابل فدية مالية بلغت أكثر من 15 مليار جنيه سوداني، إضافة إلى تعذيب مهندس البث والإرسال.
وأشار إلى أن “الحرب دمرت معظم الأجهزة والمعدات والاستديوهات”، مؤكدا أن هناك جهودا تُبذل حاليا لاستعادة البث تدريجيا من الخرطوم.
ودعا الهيئات والفضائيات العربية والإقليمية، الحكومية والخاصة، إلى مساندة تلفزيون وإذاعة السودان وتقديم الدعم بالمعدات والتجهيزات الحديثة لمواصلة الرسالة الإعلامية.
خوف وتنكّر
وروت الإذاعية أميرة عبد الجليل من إذاعة أم درمان، للجزيرة مباشر، ما عاشته من انتهاكات خلال الحرب، موضحة أنها اضطرت لإخفاء طبيعة عملها خشية الاعتقال.
وقالت إنها تعرضت لـ”تهديدات متكررة” من قبل قوات الدعم السريع، كما اعتُقل أبناؤها لمدة 5 أيام، وتعرض منزلها للسرقة بالكامل.
وأضافت “كنت متنكرة بملابس قديمة، وأتظاهر بأنني لا أعرف القراءة والكتابة حتى لا يتم التعرف عليّ”، مشيرة إلى أن طريق خروجها من منطقة أم بدة إلى الثورة، استغرق 3 أيام كاملة.
وأكدت عبد الجليل أنها اضطرت إلى العمل في مهن بديلة بعد توقف الإذاعة عن البث وانقطاع الدخل، في محاولة لمواجهة الأوضاع المعيشية الصعبة وتأمين احتياجات أسرتها.