مقتل 12 شخصا في قصف لقوات الدعم السريع استهدف مستشفى الفاشر

أعلنت شبكة أطباء السودان، الأربعاء، أن 12 شخصا قُتلوا وأُصيب 17 آخرون، بينهم طبيبة وأفراد من الكادر التمريضي، جراء قصف نفذته قوات الدعم السريع على مستشفى الفاشر في ولاية شمال دارفور، غربي البلاد.
وأوضحت الشبكة في بيان أن استهداف المستشفى يُعد “جريمة حرب” ويجسّد –وفق تعبيرها– “استهتار قوات الدعم السريع بأرواح المدنيين وبالقوانين الدولية التي تحمي المرافق الصحية والعاملين فيها”.
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك الفوري لوقف ما وصفته بـ”الانتهاكات المتكررة” ضد المرافق الخدمية والمستشفيات ومنازل المواطنين، والعمل على حماية ما تبقى من النظام الصحي المنهار في مدينة الفاشر.
وتشنّ قوات الدعم السريع هجومها الأعنف على الإطلاق على مدينة الفاشر في مسعى لانتزاعها من قبضة الجيش.
وأسفرت الحرب المتواصلة منذ إبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص ودفعت الملايين إلى النزوح، فيما بات حوالي 25 مليون شخص يعانون الجوع الحاد.
ويفيد ناشطون بأن الفاشر، آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور الخارجة عن سيطرة قوات الدعم السريع، باتت “مشرحة مفتوحة تنزف من كل الجهات”.
وقال المصدر الطبي، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته، “أصيب قسم النساء والتوليد في مستشفى الفاشر بقصف مسيّرة أطلقها الدعم السريع، وأدى ذلك لسقوط 8 قتلى، و7 جرحى”، مشيرا إلى أن الضربة أدت الى “تضرر المباني والمعدات”.
ويعد المستشفى من بين آخر المنشآت الطبية والصحية التي ما زالت تعمل في المدينة مع تعرّض معظمها لقصف متكرر أجبرها على الإغلاق.
وتفيد الأمم المتحدة بأن حوالي 80% من العائلات التي تحتاج إلى الرعاية الصحية في الفاشر غير قادرة على الوصول إليها، وتحاول الفرق الطبية المنهكة جاهدة معالجة المصابين جراء الهجمات اليومية.
ويفيد أطباء يستخدمون اتصالات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للتحايل على انقطاع الاتصالات، أنهم اضطروا لاستخدام قطع قماش من الناموسيات كبديل للشاش لتغطية الجروح.
وبعد حوالي 18 شهرا من الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع، نفد كل شيء تقريبا من المدينة التي تعد 400 ألف نسمة.
وحتى علف الحيوانات الذي اعتمدت عليه عائلات كغذاء للبقاء على قيد الحياة نفد، وبات ثمن الكيس الواحد مئات الدولارات.
وأُجبرت معظم المطابخ العامة التي كانت توفر الغذاء للسكان على إغلاق أبوابها بسبب الشح في المواد، بحسب “لجان المقاومة المحلية” ومجموعات من المتطوعين ينسّقون المساعدات.
مليون شخص فرّوا
وبحسب أرقام نشرتها الأمم المتحدة، الثلاثاء، فر أكثر من مليون شخص من الفاشر منذ اندلاع الحرب، أي ما يعادل 10% من إجمالي الأشخاص الذين نزحوا داخل البلاد.
وتراجع عدد سكان المدينة الذي كان الأكبر في المنطقة في الماضي، بحوالي 62%، بحسب وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.
ويفيد مدنيون بأن الضربات اليومية تجبرهم على قضاء معظم أوقاتهم تحت الأرض داخل مخابئ مؤقتة حفرتها العائلات في الباحات الخلفية لمنازلها.