لم يعرفوا المدرسة.. جيل من أطفال غزة يبدأ الدراسة وسط الخيام (فيديو)

تبدأ الطفلة الغزاوية لانا القصّاص (6 سنوات) عامها الدراسي الأول، على رمال شاطئ غزة، داخل خيمة صغيرة في مواصي خان يونس، بعدما قضت أسبوعًا واحدًا فقط في مدرستها قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
قالت لانا للجزيرة مباشر: “خرجت من مدرستي بسبب الحرب، ولم أتمكن من العودة إليها مرة أخرى، والآن أدرس في خيمة”.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4توتر داخل القيادة الإسرائيلية بعد تعيين مدع عام عسكري دون علم نتنياهو
- list 2 of 4تقرير: إسرائيل تستغل غياب الرقابة الدولية لتعيد تشكيل الجغرافيا الميدانية في غزة
- list 3 of 4“لن أسامح هذا العالم”.. أب من غزة يروي كيف فقد طفله بسبب أنبوب مفقود (فيديو)
- list 4 of 4الاحتلال ينفذ عمليات نسف واسعة شرقي خان يونس وإطلاق نار كثيف في مدينة غزة
أمّا الطالب طارق محمد (9 سنوات)، فقد عبّر عن حزنه الشديد لما آلت إليه أوضاع لانا والأطفال أمثالها الذين لم يعرفوا شكل المدرسة بعد.

“لم يروا المدرسة أصلًا”
وقال للجزيرة مباشر “طلاب الصف الأول لم يروا المدرسة أصلًا، أما نحن فمحظوظون لأننا رأيناها من قبل، لكنهم بدأوا تعليمهم داخل الخيام ويعانون نفسيا وكذلك نحن، لأن هذا ليس الجو الدراسي الذي اعتدنا عليه”.
وتذكر طارق أيام ما قبل الحرب، قائلا “كان لدينا ملعب في المدرسة، ودرج وساحات جميلة، وغرف إدارة وصفوف مرتبة.. أما اليوم فننصب الخيام وندرس على الرمل قرب البحر، وعندما تهطل الأمطار تتسرب المياه إلى داخل الخيمة”.
وأضاف مستنكرًا: “كل هذا لأن الاحتلال قصف المدارس وقتل الكثير من الطلاب والمعلمين، ومن المفترض ألا ندرس في خيام، بل في مدارس حقيقية مثل باقي أطفال العالم”.

مزيج من الحزن والفرح
وفي حديثها عن واقع التعليم الحالي بغزة، قالت دعاء حسونة، والدة أحد الطلاب، إنها تشعر بمزيج من الحزن والفرح، موضحة “أنا حزينة لما نعيشه، لكن في الوقت نفسه سعيدة لأن ابني عاد إلى الدراسة ولو في خيمة”.
وأضافت قائلة “اشتقنا أن نرى ابني في صف منظم، ويجلس على مقعده ويرتدي زيه المدرسي.. لأن في الماضي كان التعليم أفضل وأكثر نظاما ونظافة، وكان عدد الطلاب لا يتجاوز الـ 30 في الصف”.

جلسات إرشاد فردية
بدوره، تحدث المرشد النفسي للطلاب أحمد ضهير، عن معاناة كثير من الطلاب من آثار نفسية عميقة بسبب الحرب، مؤكدًا أنهم يحتاجون إلى دعم مضاعف مقارنة بالماضي.
وقال “هناك طلاب فقدوا أحد أفراد أسرهم أو منازلهم، وبعضهم يرفض دخول الصفوف، ويقولون لي: كنا في السابق ندخل غرفة فيها شبابيك وجرس، أما اليوم فنجلس داخل خيمة لا تشبه المدرسة”.
وأشار ضهير إلى أنه يجلس مع الطلاب في جلسات إرشاد فردية بالتعاون مع أسرهم، حتى يتمكنوا تدريجيا من تقبل الدراسة داخل الخيمة.