نازحون يستأنفون حياتهم بحذر في خان يونس (فيديو)

يأمل عدد من النازحين في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم بعد اتفاق وقف إطلاق النار، لكن الخوف والقلق ما زالا يسيطران عليهم.

يقول أحد النازحين إنه مل من رحلة النزوح الدائم “أنا نزحت من شمال بيت حانون 9 مرات، واليوم ليس لدي مأوى والحياة غالية علينا. البيوت مدمرة ونتمنى أن تتحقق الهدنة لنستعيد حياتنا”.
وأضاف النازح أنه يعيش الآن في خيم وسط نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، مثل الملابس والطعام، مؤكدا أن القصف والقتل لم يفرّق بين كبير أو صغير، ووصف الوضع بأنه حرب إبادة.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4بعد “مجزرة عين الحلوة”.. مظاهرة في أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان (فيديو)
- list 2 of 4حركة الجهاد الإسلامي تصدر بيانا بخصوص مجزرة عين الحلوة
- list 3 of 413 شهيدا في غارة إسرائيلية على مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان (فيديو)
- list 4 of 4ولي العهد السعودي يرفع استثمارات بلاده في أمريكا إلى نحو تريليون دولار (فيديو)
ويأمل في أن تبدأ جهود الإعمار في مناطقهم، خصوصا المناطق الحدودية الفارغة، وأن تدعمهم الدول وتساعدهم على العودة إلى منازلهم بعد سنوات من النزوح والمعاناة.

إعادة الإعمار
وفي قلب خان يونس، يعيش نازح فلسطيني مرارة النزوح والتشتت بين شرق المدينة وغربها، رغم كونه من أهل المنطقة الأصليين. يتحدث عن الألم العميق الذي يخلفه التهجير المتكرر، ويشير إلى أن أهل عبسان الكبيرة والمناطق الشرقية كانوا دائما أول من ينزح وآخر من يعود، وأن الحرب الأخيرة كانت أصعب من كل الحروب السابقة.
يوضح أن الإعمار غالبا ما يتم على حساب مناطقهم، ما يزيد شعورهم بالمرارة، مضيفا أنهم يعرفون كيف يعيشون الصيف والشتاء، لكنهم بحاجة إلى وقف إطلاق النار ليتمكنوا من استعادة حياتهم تدريجيا، ويشير إلى الاستنزاف الكبير على الصعيد المادي والمعنوي، حيث أصبحت أبسط الأمور، مثل شراء كيلو الطحين، عبئا لا يُحتمل نتيجة ارتفاع الأسعار وانعدام القدرة على تأمين الاحتياجات الأساسية.
ويضيف: أن “مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فنحن بدأنا هذه الخطوة لكي نستطيع التعافي ونستطيع أن نصل لمبتغانا”، مشددا على أنه مل حياة النزوح التي تكررت معه 11 مرة.

مأساة النزوح
ويقول نازح آخر إنه خلال عامين من الحرب تعرض لنزوح متكرر وسط معاناة شديدة، موضحا: “بدأنا النزوح من المنطقة الشرقية لخان يونس، ثم إلى رفح، والآن نجلس في المواصي بجامعة الأقصى، ونزحنا أيضا إلى عبسان الكبيرة، وعدنا مرة أخرى إلى جامعة الأقصى”.
وأشار إلى أن ما عاشوه خلال هذه الفترة يفوق قدرة الإنسان العادي على التحمل، فالمعاناة شملت النواحي جميعها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، في ظل شح المساعدات.
ودعا المؤسسات المجتمعية والأهلية إلى الوقوف إلى جانب المواطنين لتكون الحاضنة الاجتماعية لهم.
وأكد أن حلمه الحالي يتمثل في العودة إلى منزله في عبسان الكبيرة واستئناف حياته هناك، مشددا على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار ومنع عودة الحرب التي أنهكتهم.

أرض الصمود
وتقول عجوز فلسطينية باكية، لكنها صامدة، إن الاحتلال لم يغلبهم رغم الطائرات والقنابل: “أصلنا فلسطين. كلما خرج أولادنا يدافعون عنا، يقتلون الشباب وحتى الأطفال، ومع ذلك نحن صامدون”.
وتستذكر المآسي التي ألمت بعائلتها منذ النكبة “في يوم واحد قتلوا أبي وأخي وأختي، لكننا لم ننهزم، لم نهرب، ونساؤنا لم تترك دورها”.
وتواصل العجوز حديثها المليء بالألم والعزم: “لقد دمروا بيوتنا، حاولوا أن يسلبوا فرح الشباب، لكننا باقون على أرضنا”، وتختتم حديثها بالقول: “أبو دقة الفراحين صامدين صامدين صامدين”.