ديك تشيني.. أقوى نواب الرؤساء الأمريكيين ومهندس حرب العراق و”الحرب على الإرهاب”

دخل ديك تشيني، الذي وافته المنية الاثنين عن عمر ناهز 84 عاما، التاريخ من أبوب متعددة، فهو أحد أقوى نواب الرؤساء الأمريكيين في التاريخ المعاصر للولايات المتحدة، ومهندس ما يعرف “بالحرب على الإرهاب”، وأحد أبرز دعاة الغزو الأمريكي للعراق، وأحد رموز المحافظين الجدد الذين شاركوا في صنع قرارات مصيرية.
عمل تشيني، صاحب الشخصية القوية والهادئة، مع العديد من الرؤساء الأمريكيين، إذ قاد القوات المسلحة وزيرا للدفاع خلال حرب الخليج في عهد الرئيس جورج بوش الأب، قبل أن يعود إلى الحياة العامة نائبا للرئيس في عهد ابنه جورج دبليو بوش.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4وفاة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الأسبق
- list 2 of 4“كرهت القيام بذلك”.. ترامب يأمر باستئناف تجارب السلاح الأكثر فتكا في التاريخ
- list 3 of 4ما الذي نعرفه عن قاعدة باغرام التي يطالب ترامب باستعادتها من أفغانستان؟
- list 4 of 4توني بلير.. أحد المسؤولين عن فظائع حرب العراق مرشح لإدارة قطاع غزة وفقا لخطة ترامب
وظل تشيني نائبا لبوش الابن خلال فترتي ولايته، منذ 2001 حتى 2009، وهي السنوات التي شهدت هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وما يسمى “الحرب على الإرهاب” وغزو العراق وغزو أفغانستان.
في سنواته الأخيرة، ابتعد تشيني عن الحزب الجمهوري، بسبب انتقاداته الحادة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقام تشيني بخطوة غير معتادة من جانب السياسيين الجمهوريين، وذلك حين أعلن دعمه للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2024 معتبرا أن ترامب غير مؤهل لتولي الرئاسة.

تأثير كبير خلال ولاية بوش الابن
كان تشيني، في الواقع، المسؤول التنفيذي الرئيسي خلال رئاسة بوش الابن. وكان له دور، غالبا ما كان حاسما، في تنفيذ القرارات الأكثر أهمية لبوش، بينما كان يعاني من أمراض القلب لعقود، وخضع لعملية زرع قلب في عام 2012.
وعمل تشيني على إدخال أفكار المحافظين الجدد إلى البيت الأبيض، واضطلع بدور هام في صنع السياسات يتجاوز كثيرا من تولوا قبله منصب نائب الرئيس.
وقال بوش الابن عن تشيني في بيان الثلاثاء “سيخلّده التاريخ كواحدٍ من أفضل موظفي الخدمة العامة في جيله”، مضيفا أنه “رجل وطني تميّز بالنزاهة والذكاء العالي والجدية في كل منصب”.

أخطاء في حرب العراق
تشيني، المتشدد في موقفه اتجاه العراق، ثبت خطؤه مرارا، قبل حرب العراق وخلالها، دون أن يفقد اقتناعه بأنه كان على صواب.
وزعم تشيني وجود روابط بين هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة والعراق قبل الحرب، وروابط بين العراق وتنظيم القاعدة، وهي روابط لم يثبت وجودها.
وتحدث تشيني في خطاباته عن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وهو الأساس الذي استندت إليه إدارة بوش للقيام بغزو العراق، وتبين بعدها أن العراق لم يمتلك مثل هذه الأسلحة.
وزعم تشيني أن القوات الأمريكية سيتم الترحيب بها في العراق “كمحررين”، لكنها في واقع الأمر لقيت مقاومة عنيفة استمرت سنوات، وتسببت في سقوط آلاف القتلى والجرحى في صفوف الجنود الأمريكيين.
ودافع تشيني باستمرار عن أدوات المراقبة والاعتقال والتحقيق الاستثنائية التي استخدمتها الولايات المتحدة، ردا على هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، على الرغم من الانتقادات الشديدة التي وجهتها منظمات حقوق الإنسان لهذه الأدوات.
تاريخ سياسي طويل
ولد ديك تشيني في لينكولن في ولاية نبراسكا في 30 يناير/كانون الثاني 1941، ودرس في جامعة ييل المرموقة، لكنه لم يتمّ دراسته فيها، بل انتقل إلى جامعة أخرى هي جامعة ويومينغ.
أمضى تشيني عشر سنوات عضوا في الكونغرس قبل أن يعينه جورج بوش الأب وزيرا للدفاع عام 1989. وكان تشيني على رأس وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في عامي 1990 و1991، وهي الفترة التي قادت فيها الولايات المتحدة تحالفا دوليا لتحرير الكويت.
وفي عام 1995، عُيّن تشيني رئيسا لمجلس إدارة شركة هاليبورتون النفطية التي حققت أرباحا كبيرة أثناء عزو العراق.
واتجهت ابنته ليز تشيني أيضا للعمل السياسي، إذ انتخبت لعضوية الكونغرس ممثلة عن ولاية وايومنغ في مجلس النواب.
