أسير محرر يحتضن طفله لأول مرة بعد إنجابه عبر “النطف المهربة” (شاهد)

نشر مكتب إعلام الأسرى صورة للأسير المحرر علي نزال، من مدينة قلقيلية، وهو يحتضن طفله لأول مرة عقب الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، اليوم السبت.
وكان نزال قد رزق بطفله عبر “النطف المهربة”، أثناء فترة اعتقاله في سجون الاحتلال.
وفي أول حديث له عقب الإفراج عنه، عبّر نزال عن مشاعره قائلًا “الحمد لله رب العالمين، هذه لحظة كنت أترقبها منذ سنوات، ولا يمكن وصفها، الله أعطاني إياها بعد صبر طويل، وإن شاء الله لا يحرم أي أسير من أولاده، وتبقى الفرحة تعم كل شعبنا”.
ورغم الفرحة الكبيرة، أشار نزال إلى أن حرية الأسرى لم تكتمل بعد، قائلًا “ما زالت الفرحة ناقصة، كنا نأمل أن نخرج جميعًا معًا، لكن عزاءنا أن إخواننا الأسرى خلفنا، ولن ننساهم أبدًا، وسيأتي اليوم الذي نجتمع فيه جميعًا أحرارًا بإذن الله”.
يذكر أن نزال كان محكومًا بالسجن لمدة 20 عامًا، وأفرج عنه ضمن الدفعة الرابعة من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
جدل مجتمعي وتقبل تدريجي
وتمثّلت فكرة الإنجاب عن بُعد، في تهريب نطف لأسرى من داخل السجون الإسرائيلية، وتلقيح زوجاتهم بها لإنجاب الأطفال.
وبرزت الفكرة ابتداءً لدى المتزوجين من الأسرى المحكومين بالمؤبد ومدى الحياة، في مسعى لتحدي الواقع الذي فرضه الاعتقال بافتراض الحرمان الأبدي من اللقاء الشرعي بالأهل، وحق الإنجاب.
واصطدمت الفكرة المبتكرة في البداية، بمحاذير واعتبارات دينية ومجتمعية، إذ كانت غريبة على المجتمع الفلسطيني المحافظ، حيث تحمل الزوجة وتضع مولودًا بينما يقبع زوجها خلف القضبان منذ سنوات.
ومع تفهّم المجتمع للظروف الاستثنائية التي يعيشها الأسرى وعائلاتهم، خاصة أصحاب المحكوميات الطويلة، تم كسر الحواجز المجتمعية، وتشكّل رأي عام شعبي مُساند لهذه العملية ومُحتضن لها.
وفي 14 أغسطس/آب 2012، سُجّلت أول حالة ناجحة لولادة طفل من نطف مهرّبة للأسير عمار الزِبِن من مدينة نابلس، المعتقل منذ يناير/كانون الثاني 1998، الذي يقضي أحكامًا بالسجن المؤبد 26 مرة إضافة إلى 25 عامًا بتهمة تنفيذ عمليات ضد الاحتلال.
استمرار الإفراجات ضمن صفقة التبادل
وأفرجت إسرائيل، اليوم السبت، عن 32 أسيرا فلسطينيا من الضفة الغربية، عبر حافلة تتبع الصليب الأحمر الدولي، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني المنصرم.
ووصل الأسرى إلى قصر رام الله الثقافي بمدينة رام الله، حيث كان مئات الفلسطينيين في انتظارهم، وسط رفع الأعلام والهتاف لغزة والمقاومة.
واحتشد الفلسطينيون بالمئات رغم التحذيرات التي وجهها الجيش الإسرائيلي لأهاليهم، فيما رفع الأسرى المحررون إشارة النصر ولوّحوا بأيديهم وسط حضور جماهيري حاشد.