ترامب يرفع الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك والصين.. وترودو يتعهد بالرد

ترامب يسعى لزيادة الرسوم الجمركية للتعويض عن خفض الضرائب
ترامب يسعى لزيادة الرسوم الجمركية للتعويض عن خفض الضرائب (رويترز)

أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الرئيس دونالد ترامب سينفّذ، السبت، وعده بفرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات الكندية والمكسيكية والصينية، ليشعل بذلك شرارة حرب تجارية مع هؤلاء الشركاء الأساسيين للولايات المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت للصحفيين “الرئيس سيفرض غدا (السبت) رسوما جمركية بنسبة 25% على المكسيك، وبنسبة 25% على كندا، وبنسبة 10% على الصين بسبب الفنتانيل غير القانوني الذي ينتجونه ويسمحون بتوزيعه في بلادنا”.

وحتى اللحظة الأخيرة، كانت كندا والمكسيك، اللتان تتمتعان نظريا بحماية اتفاقية التجارة الحرة التي تربطهما بالولايات المتحدة، تأملان تجنب مثل هذه النتيجة.

وحضر وزير الأمن العام الكندي ديفيد ماكغينتي إلى واشنطن، الخميس، لعرض الخطوط العريضة لخطة تقضي بتعزيز أمن الحدود بين بلاده والولايات المتحدة.

وعلى الجانب المكسيكي، أكدت الرئيسة كلوديا شينباوم، الجمعة، أنها تباحثت “مع الحكومة الأمريكية وحققت تقدما في موضوعات مختلفة”.

وأضافت “يتم التوصل إلى اتفاقيات كل يوم”.

وكان ترامب قد أعلن أن الرسوم الجمركية التي يعتزم فرضها تأتي ردّا على عجز جارتَي بلاده عن التصدي لتهريب المخدرات إليها، ولا سيما الفنتانيل (مادة أفيونية شديدة القوة)، وكذلك لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين.

واردات النفط من كندا والمكسيك

وقال ترامب، في وقت سابق، إنه يدرس إعفاء واردات الولايات المتحدة من النفط المكسيكي والكندي من الرسوم، لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض لم تقدّم أي معلومات بشأن قرار الرئيس تجاه أي إعفاءات محتملة.

وخلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استوردت الولايات المتحدة نحو 4.6 ملايين برميل من النفط الخام يوميا من كندا و563 ألف برميل يوميا من المكسيك، حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، في حين كان متوسط الإنتاج الأمريكي خلال ذلك الشهر نحو 13.5 مليون برميل يوميا.

وقال ترامب، في وقت سابق، إن فرض رسوم بنسبة 10% على الواردات من الصين، ستكون إضافية على الرسوم الأخرى المفروضة على المنتجات الصينية.

ترودو تعهد برد "هادف وقوي لكن معقول وفوري"
ترودو تعهد برد “هادف وقوي لكن معقول وفوري” (رويترز)

ترودو: مستعدون برد قوي لكن معقول

وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد قال إن بلاده مستعدة برد “هادف وقوي لكن معقول وفوري”، في حال فرض ترامب تعريفات جمركية على الواردات الكندية.

وقال ترودو في تورونتو، خلال اجتماع لمجلس العلاقات الكندية الأمريكية، إن هذا “ليس ما نريده، ولكن إذا تحرك (ترامب) فسنتحرك نحن أيضا”.

وتأتي تعليقاته في الوقت الذي يزور فيه ثلاثة وزراء كنديين العاصمة الأمريكية، حيث تزور وزيرة الخارجية ميلاني جولي ووزير السلامة العامة ديفيد ماكغينتي ووزير الهجرة مارك ميلر واشنطن، للقيام بمحاولة دبلوماسية أخيرة لحث مشرعين جمهوريين ومستشاري ترامب على دفعه إلى التراجع عن فكرته، وذلك قبل أن يؤكدها البيت الأبيض.

وأقر ترودو بأن كندا “قد تواجه أوقاتا عصيبة في الأيام والأسابيع المقبلة”، مضيفا “لن أجمل الكلام”.

آثار سلبية على الاقتصاد الأمريكي

يُذكر أن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار العديد من المنتجات الأمريكية التي تعتمد على مستلزمات إنتاج تُستورد من البلدين.

كما أن من شأن هذه القرارات أن تثير ردود فعل انتقامية. فقد توعد دوغ فورد، رئيس وزراء أونتاريو، بالفعل باتخاذ إجراءات مضادة من خلال سحب المشروبات الكحولية الأمريكية من أرفف المتاجر في المقاطعة الكندية. وهذا ليس تهديدا من فراغ، فكندا هي السوق رقم 2 في العالم للمشروبات الكحولية الأمريكية المقطرة، بعد الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة.

وتهدد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بنسف الاتفاقية التجارية التي تفاوض عليها مع جيران أمريكا في ولايته الأولى.

المصدر : أسوشيتد برس + الفرنسية

إعلان