مقال بواشنطن بوست: أخطر خطأ ارتكبته إدارة ترامب في الأسابيع الأخيرة

قال الكاتب الأمريكي ديفيد إغناتيوس إنه من بين كل أخطاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أسابيعها الثلاثة الأولى، “فإن الخطأ الذي يمكن أن يعرض الولايات المتحدة لأكبر المخاطر هو تقليص وكالات الاستخبارات، في نفس الوقت الذي تقول الإدارة بحق أن البلاد بحاجة إلى عمليات تجسس أكثر عدوانية”.
وأضاف إغناتيوس، في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” اليوم الأربعاء، “أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وافقت على تسليم بيانات تحدد هوية من قامت بتوظيفهم مؤخرا إلى فريق مراجعين تابعين لإيلون ماسك (وأي جواسيس أجانب يمكنهم اختراق أنظمتهم)”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“خليج المكسيك” يتسبب في منع مراسل أسوشيتد برس من حضور فعالية في البيت الأبيض
“دعونا نشترِ كاليفورنيا”.. حملة ساخرة في الدنمارك ردا على خطة ترامب لضم غرينلاند
“لا تصدقوه”.. مؤثر أمريكي يشرح استراتيجية ترامب لإغراق العالم بالأزمات (شاهد)
يذكر أن إيلون ماسك يترأس إدارة الكفاءة الحكومية، وهي إدارة جديدة أمر ترامب بإنشائها بهدف تخفيض النفقات الحكومية.
وشارك ماسك، بحضور ترامب، في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، الثلاثاء، للرد على تساؤلات الصحفيين حول طريقة عمل فريقه، وسط انتقادات واسعة لما يقوم به، وفي ظل دعاوى أمام محاكم فيدرالية عن شرعية تخفيض النفقات لجهات ومؤسسات حكومية.
وتابع إغناتيوس قائلا “ربما أسوأ ما في الأمر أن مفتشي إدارة الكفاءة الحكومية حصلوا على حق الدخول إلى بيانات عن مدفوعات وزارة الخزانة الأمريكية، التي قد تكشف عملاء الوكالة، الذين يخفون هوياتهم، ومن يقومون بتجنيدهم”.
مخاطر تخفيض حجم “سي أي إيه”
وتحدث الكاتب عن مخاطر تواجه الولايات المتحدة حاليا، وتزيد من الضغوط على أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وبشكل خاص الهجمات التي ينفذها عملاء لروسيا والصين، التي تمثل “تهديدات فورية”، حسب وصف الكاتب، يجب التصدي لها.
وأشار إغناتيوس إلى ما وصفه “بحملة روسية شبه عسكرية تتم بشكل سري” خلال أغلب العام الماضي، حيث قام عملاء روس بتخريب منشآت في بولندا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وجمهورية التشيك ودول أخرى من الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ووجّه الكاتب تساؤلات إلى جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، عن قدرة الوكالة على مواجهة الهجمات الروسية الموجهة ضد أعضاء بحلف شمال الأطلسي في ظل التخفيض الذي يتم حاليا في عدد العاملين بها.
ووصف إغناتيوس الوكالة بأنها “وكالة الاستخبارات الأولى في العالم”، مشيرا إلى أن جعلها أصغر حجما قد يضعفها.
وضرب إغناتيوس مثالا آخر عن المخاطر التي تتعرض لها الولايات المتحدة بالهجوم السيبراني من قبل الصين على 9 من الشركات الأمريكية الكبيرة التي تقدم خدمات الاتصالات والإنترنت.
وذكر إغناتيوس أن جيسيكا روزنورسيل، رئيسة لجنة الاتصالات الفيدرالية، وصفت هذا الهجوم السيبراني بأنه “أحد أكبر الاختراقات الاستخبارية على الإطلاق”.
“الهزة التي سببتها إدارة ترامب”
وأكد إغناتيوس أنه في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم حاليا، بحيث أصبحت كل خطوة يمكن أن تترك أثرا رقميا، وفي ظل الحاجة لمواجهة تهديدات من روسيا والصين، “تحتاج الوكالة إلى تكنولوجيا ممتازة وضباط ذوي كفاءة عالية”.
ووصف إغناتيوس ما تقوم به إدارة ترامب من أوامر تجميد وإغلاق وملاحقات من قبل مفتشي إدارة الكفاءة الحكومية بأنه “تدريب متواصل منذ ثلاثة أسابيع على إساءة استخدام السلطة التنفيذية”.
وأكد إغناتيوس أن ما تقوم به إدارة ترامب “خلق مشكلة أعمق”، موضحا أن “الهزة التي سببتها إدارة ترامب أضعفت من قدرة الولايات المتحدة على التصدي للهجمات وخفضت دفاعاتنا في الوقت الذي يسعى فيه أعداؤنا إلى الاستفادة من الفوضى القائمة”.