“رسالة لها معنى عميق”.. 145 نائبا بالكونغرس يحثون ترامب على التراجع عن خطة التهجير القسري لسكان غزة

أعضاء الكونغرس حثوا ترامب على خطة بديلة تضمن إعادة إعمار غزة وحل الدولتين
أعضاء الكونغرس حثوا ترامب على خطة بديلة تضمن إعادة إعمار غزة وحل الدولتين (رويترز)

وقّع 145 نائبا في “الكونغرس”، من بينهم نواب يهود، رسالة اليوم الخميس إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤكدون فيها رفضهم لخطته لتهجير سكان قطاع غزة من أرضهم إلى دول مجاورة، ويؤكدون أنها تنتهك القانون الدولي وتهدد المصالح الأمريكية، وطالبوا بالعمل مع شركاء الولايات المتحدة للتوصل إلى خطة سلام تتضمن إعادة إعمار قطاع غزة وصولا إلى حل الدولتين.

وحث أعضاء “الكونغرس” ترامب في رسالتهم على “التراجع عن تعليقاته الخطيرة في 4 فبراير 2025، التي أعلن فيها أن السكان الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة سوف يتم نقلهم بشكل دائم، وأن الولايات المتحدة سوف تسيطر على المنطقة وتتملكها وتحولها إلى ريفيرا الشرق الأوسط”.

وأكد أعضاء “الكونغرس” في رسالتهم، التي أعلنت اليوم الخميس، أنه “يجب على الولايات المتحدة الآن أكثر من أي وقت مضى أن تلعب دورا بناء في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”. وأشاروا إلى أنه، لهذا السبب، “شعروا بالقلق من قيام رئيس أمريكي بالدعوة إلى الإبعاد القسري والتهجير الدائم لمليوني فرد”.

وأكد أعضاء “الكونغرس” أن مثل هذا العمل “ليس فقط لا يمكن الدفاع عنه أخلاقيا، بل أيضا ينتهك معاهدة جنيف، ويهدد المصالح والقوات الأمريكية، ويقوض مكانة الولايات المتحدة عالميا”.

ترامب قدم خطته خلال مؤتمر صحفي مع نتنياهو في البيت الأبيض
ترامب قدم خطته خلال مؤتمر صحفي مع نتنياهو في البيت الأبيض (رويترز)

“أمر متهور وخطير”

وحذر أعضاء “الكونغرس” من أن “الاقتراح بإصدار أوامر للرجال والنساء الأمريكيين الذين يخدمون في الجيش، أو غيرهم من الأمريكيين، بتنفيذ مثل هذه الجريمة في منطقة حرب مضطربة هو أمر متهور وخطير”.

ومضوا في تحذيرهم إلى القول “إن محاولة إبعاد مليوني فرد قسريا قد تؤدي إلى عدد غير معروف من الخسائر الأمريكية وإلى زيادة كبيرة في الإرهاب عالميا”.

وشدد أعضاء “الكونغرس” في خطابهم على أنه “لا يمكن للولايات المتحدة أن تروج للإبعاد القسري كحل للصراع. إذ أن مثل هذه الخطوة تخاطر بزعزعة وقف إطلاق النار الهش القائم حاليا، وتعرض الرهائن بيد حماس للخطر، وتشعل المواقف المتطرفة وتساعد على زيادة الانضمام للتنظيمات الإرهابية”.

وتابعت الرسالة “نقل السكان الفلسطينيين إلى دول مجاورة لن يضمن الأمن لإسرائيل، ولا يقدم بديلا لحل سياسي طويل الأجل”.

أعضاء الكونغرس طالبوا بخطة لإعادة إعمار قطاع غزة ورفضوا تهجير سكانه (رويترز)
أعضاء الكونغرس طالبوا بخطة لإعادة إعمار قطاع غزة ورفضوا تهجير سكانه (رويترز)

“مسار غير قانوني وغير أخلاقي”

وأشار أعضاء “الكونغرس” إلى مشكلة أخرى في خطة ترامب، وهي “أنها تخاطر بفرصة تعاون الولايات المتحدة مع شركائنا العرب، الذين أكدوا التزامهم بالسلام الإقليمي الشامل القائم على إعادة بناء غزة والطريق إلى حل الدولتين”.

وواصل أعضاء “الكونغرس” توجيه انتقاداتهم إلى ترامب بقولهم “بدلا من المضي في المسار غير القانوني وغير الأخلاقي الذي اقترحته، نحثك على العمل مع إسرائيل، علاوة على الشركاء الإقليميين والدوليين، للعمل على الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة كل الرهائن”.

وتابع أعضاء “الكونغرس” خطابهم لترامب بالقول “يمكننا معا تطوير خطة واقعية ومدعومة وممولة دولية لجعل قطاع غزة قابلا للحياة لسكانه الحاليين بأسرع وقت ممكن”.

وأضاف الأعضاء في رسالتهم “إن التزامنا بأمن إسرائيل لا يتزعزع، وسنعمل معًا لضمان ألا تتعرض إسرائيل أبدا لهجوم إرهابي آخر من غزة مثل الذي حدث في 7 أكتوبر 2023”.

رؤية لحل الصراع

وعبّر الأعضاء عن رؤيتهم لحل الصراع القائم، وهي “اتفاق إقليمي شامل، يتضمن التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، بجانب دولة إسرائيل اليهودية الديمقراطية، باعتبار أن هذا هو الحل الوحيد الممكن في الأجل الطويل لضمان السلام والاستقرار والأمن للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني”.

وختم أعضاء “الكونغرس” رسالتهم لترامب بالتأكيد أنهم مستعدون للعمل معه “للدفع باتجاه المساواة والكرامة والسلام الدائم”، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته “أنهم لن يترددوا عن معارضة السياسات التي تقوض مصالح الولايات المتحدة وقانونها وموقفها الأخلاقي”.

نواب يهود وقّعوا على الرسالة

وأشارت مجموعة الضغط اليهودية الأمريكية “جي ستريت” إلى أن الرسالة، التي وقّعها 145 نائبا ديمقراطيا، بينهم أغلب النواب اليهود، لانتقاد خطة ترامب عن غزة “لها معنى عميق”.

وأضافت مجموعة “جي ستريت” أن “هناك معارضة كبيرة لاقتراح ترامب، ومعظم الأمريكيين اليهود والمؤيدين لإسرائيل يرون خطته انتهاكا صارخا لقيمنا”.

يذكر أن خطة ترامب لقطاع غزة لقيت رفضا واسعا من حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، ومن بينهم ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، حيث أكد قادة هذه الدول أنها تنتهك القانون الدولي.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان