لجنة حماية الصحفيين: 2024 العام الأكثر دموية للصحفيين.. وقطاع غزة في الصدارة

قالت لجنة حماية الصحفيين إن عام 2024 شهد مقتل أكبر عدد من الصحفيين منذ أن بدأت توثيق حالات قتل الإعلاميين قبل أكثر من ثلاثة عقود، إذ قُتل ما لا يقل عن 124 صحفيًّا وعاملًا في المجال الإعلامي في أنحاء متفرقة من العالم.
ويمثل الفلسطينيون قرابة ثلثي الضحايا، إذ استشهد 82 صحفيًّا وإعلاميًّا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما قُتل 3 صحفيين في لبنان، بحسب اللجنة.
وبرزت الحرب الإسرائيلية على غزة بوصفها النزاع الأكثر دموية ضد الصحفيين في 2024، وبلغ عدد الشهداء 82 صحفيًّا وإعلاميًّا، مقارنة بـ78 صحفيًّا استشهدوا في 2023 خلال العدوان الإسرائيلي.
ولفت تقرير اللجنة إلى أن هذه الأرقام غير المسبوقة تعكس حجم الأخطار التي أصبحت تواجه الصحفيين في تغطية الحرب على غزة، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية.
غزة
وأشارت لجنة حماية الصحفيين إلى أن كثيرًا من الصحفيين في غزة اضطروا إلى العمل مستقلين بعد تدمير مقرات مؤسساتهم الإعلامية خلال العدوان الإسرائيلي.
وأكد التقرير أن تغطية هؤلاء الصحفيين كانت مصدرًا رئيسيًّا للمؤسسات الإعلامية العالمية، في ظل منع إسرائيل دخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع، باستثناء زيارات محدودة تخضع لإشراف الجيش الإسرائيلي.

واستشهد الصحفي الفلسطيني حمزة الدحدوح، المصور الميداني في شبكة الجزيرة، بغارة إسرائيلية استهدفته بطائرة مسيّرة في قطاع غزة، يوم 7 يناير/كانون الثاني 2024، أثناء عودته من تغطية أوضاع اللاجئين بجنوب القطاع. وأسفرت الغارة عن استشهاد الصحفي المستقل مصطفى ثريا، الذي كان برفقته.
وجاءت عملية الاغتيال بعد أن فقد والد حمزة، وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة في غزة، 4 من أفراد أسرته بهجمات إسرائيلية سابقة.
واتهمت إسرائيل الدحدوح بالانتماء لمجموعات مسلحة، دون تقديم أدلة، وهي مزاعم نفتها عائلته وشبكة الجزيرة، التي قالت في بيان إن الصحفي “استشهد فقط لأنه كان يؤدي عمله وينقل الحقيقة، وهو ما تسعى إسرائيل لإخفائه”.
لبنان
أما في لبنان، فقد قُتل الصحفيان وسام قاسم وغسان نجار، إلى جانب الإعلامي محمد رضا، بغارة إسرائيلية على جنوب البلاد.
كما وثقت اللجنة مقتل المصور الصحفي المستقل الحسن حماد، البالغ من العمر 18 عاما، جراء غارة بطائرة إسرائيلية مسيّرة في 6 أكتوبر/تشرين الأول، ليكون أصغر صحفي يُقتل خلال عام 2024.
السودان
وفي السودان، الذي يشهد حربًا أهلية مدمرة منذ قرابة عامين، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، وثّقت اللجنة مقتل 3 صحفيين أثناء أداء عملهم، ويجري التحقيق في ملابسات مقتل صحفي رابع لمعرفة دوافع قتله. كما قُتل اثنان من العاملين في المجال الإعلامي خلال الصراع الدائر.

صحفيون بلا حماية
وأشارت لجنة حماية الصحفيين إلى أن الصحفيين المستقلين، على الرغم من أن بعض المؤسسات الإعلامية بدأت اتخاذ تدابير لحمايتهم، لا تزال الغالبية العظمى منهم يعملون بمفردهم، ويفتقرون إلى وسائل الحماية الأساسية مثل المعدات الواقية، والحراسة الأمنية، والتأمين الصحي، والضمانات الاجتماعية التي تساعد أسرهم في حال إصابتهم أو قتلهم.
ولم تقتصر التحديات التي تواجه الصحفيين المستقلين على مناطق النزاعات المسلحة، إذ أكدت اللجنة أنهم غالبًا ما يكونون عرضة لأخطار أخرى بسبب غياب الغطاء المؤسسي. ويواجه هؤلاء تهديدات بالمضايقات، والعنف، والملاحقات القانونية، في ظل عدم توفر حماية قانونية كافية لهم.
دعم مالي عاجل
وفي ظل هذه التهديدات المتزايدة، قدمت لجنة حماية الصحفيين في عام 2024 مساعدات مالية طارئة إلى 114 صحفيًّا مستقلًّا، بزيادة 31 صحفيًّا مقارنة بعام 2023. واستخدم الصحفيون هذه المنح لتغطية تكاليف العلاج النفسي، والنفقات الطبية والقانونية، أو لتأمين الانتقال إلى أماكن أكثر أمنًا.
وأوضحت اللجنة أنها تعمل بالتعاون مع شبكة “صحفيون في محنة”، لمساعدة أسر الصحفيين المستقلين من خلال إحالتهم إلى الجهات المعنية بالدعم، إضافة إلى تقديم إرشادات أمنية متخصصة للصحفيين المستقلين العاملين في مناطق النزاع، لضمان سلامتهم أثناء أداء عملهم.