طرد نحو 10 آلاف موظف في هيئات حكومية أمريكية ضمن حملة ترامب وماسك لتخفيض النفقات

تواصلت حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، الذي يترأس إدارة الكفاءة الحكومية، لتخفيض النفقات بطرد أكثر من 9500 موظف كانوا يضطلعون بمهام عديدة، من إدارة الأراضي الاتحادية إلى رعاية قدامى المحاربين.
وجرى إنهاء عمل موظفين في وزارات الداخلية والطاقة وشؤون قدامى المحاربين والزراعة والصحة والخدمات الإنسانية، في حملة استهدف معظمها حتى الآن الموظفين تحت الاختبار خلال عامهم الأول في العمل، الذين يتمتعون بمستوى أقل من الأمان الوظيفي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمقال بواشنطن بوست: أخطر خطأ ارتكبته إدارة ترامب في الأسابيع الأخيرة
صحفية تحرج إيلون ماسك حول زيف تصريحه بإرسال واقيات ذكرية إلى غزة بقيمة 50 مليون دولار (فيديو)
خطوة جديدة بين واشنطن وموسكو بعد أيام من اتصال ترامب وبوتين
وإضافة إلى عمليات الفصل التي أوردت رويترز ووسائل إعلام أمريكية كبرى أخرى الأنباء عنها، قال البيت الأبيض إن نحو 75 ألف موظف قبلوا عرضا من ترامب وماسك للاستقالة طواعية. ويعادل هذا نحو 3% من القوة العاملة المدنية التي يبلغ قوامها 2.3 مليون فرد.
انتقادات لصلاحيات ماسك الواسعة
وقال ترامب إن الحكومة الاتحادية متضخمة للغاية، وإن “الكثير من الأموال تضيع هباء بسبب الهدر والاحتيال”. وتبلغ ديون الحكومة الأمريكية نحو 36 تريليون دولار، وبلغ عجز الموازنة الأمريكية 1.8 تريليون دولار العام الماضي، ويتفق الحزبان الجمهوري والديمقراطي على الحاجة إلى إجراء إصلاحات.
لكن الديمقراطيين في الكونغرس قالوا إن ترامب يتعدى على السلطة الدستورية للهيئة التشريعية بشأن الإنفاق الاتحادي، حتى مع دعم الجمهوريين ذوي الأغلبية في مجلسَي الكونغرس هذه التحركات إلى حد كبير، كما ينتقد نواب ديمقراطيون الصلاحيات الكبيرة التي منحها ترامب إلى ماسك.
وأفادت مصادر لرويترز بأن الوتيرة السريعة والنطاق الواسع لتحركات ماسك أثارا إحباطا متزايدا بين بعض مساعدي ترامب بسبب الافتقار إلى التنسيق، بما في ذلك كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز.

عمليات تسريح متتالية
وفي السياق، نقلت وكالة بلومبرغ عن مصدرين أن فريق وزارة الكفاءة الحكومية الأمريكية التي يقودها ماسك أرسل إخطارات إنهاء خدمة إلى 12 موظفا بمكتب إدارة الخدمة الرقمية، وهم مجموعة من العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات الاتحادية.
وإلى جانب عمليات التسريح، يحاول ترامب وماسك إلغاء الحماية التي توفرها الخدمة المدنية للموظفين الذين اجتازوا فترة الاختبار وتجميد معظم المساعدات الخارجية، وحاولا إغلاق بعض المؤسسات الحكومية مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وجهاز حماية المستهلك بالكامل تقريبا.
وقالت مصادر مطلعة على خفض الوظائف لرويترز إن نحو نصف العاملين تحت الاختبار في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وآخرين في معاهد الصحة الوطنية أُجبروا على ترك وظائفهم.
وذكرت مصادر مطلعة لرويترز أن هيئة الغابات ستطرد نحو 3400 موظف جرى تعيينهم في الآونة الأخيرة، كما ستطرد هيئة المتنزهات الوطنية نحو ألف موظف.
وحسب مصدرين مطلعين، تستعد مصلحة الضرائب لتسريح آلاف الموظفين خلال أيام، وهي الخطوة التي قد تؤدي إلى ضغط الموارد قبل الموعد النهائي المحدد للمواطنين لتقديم الإقرارات الضريبية في 15 إبريل/نيسان المقبل.
ويتساءل منتقدون عن نهج القوة الفجة الذي يتبعه ماسك، أغنى شخص في العالم، الذي نال نفوذا غير عادي مع رئاسة ترامب.
ويعتمد ماسك على مجموعة من المهندسين الشبان ذوي الخبرة الحكومية المحدودة في فريق إدارة الكفاءة الحكومية الذي يقوده.
أهداف ماسك
ويرى خبراء في الميزانية أن عمليات التسريح المبكرة مدفوعة بمذهب فكري أكثر من خفض التكاليف.
وعبَّر موظفون اتحاديون عن صدمتهم بعد فصلهم. وقال نيك جيويا الذي خدم في الجيش وعمل في وزارة الدفاع مدة 17 عاما قبل الانضمام إلى خدمة الأبحاث الاقتصادية التابعة لوزارة الزراعة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفُصل يوم الخميس “فعلت الكثير من أجل بلدي، وبصفتي عسكريا سابقا خدم بلاده، أشعر وكأن بلدي خانتني”.
وقال ستيف لينكارت، المدير التنفيذي للاتحاد الوطني للموظفين الاتحاديين، الذي يمثل أكثر من 100 ألف عامل، إنه يتوقع أن يركز ماسك وإدارة ترامب على الوكالات التي تنظم الصناعة والتمويل.
يُذكر أن شركة سبيس إكس المملوكة لماسك أبرمت عقودا كبرى مع الحكومة الأمريكية.
وأضاف لينكارت “هذا هو الهدف الحقيقي من كل هذا، إبعاد الحكومة عن طريق الصناعة وفاحشي الثراء، وهذا هو السبب وراء حماس إيلون ماسك الشديد لهذا الأمر”.