مطالبات بحماية قصر الباشا الأثري في غزة بعد التخريب الإسرائيلي المتعمد (فيديو)

كشفت مديرة متحف “قصر الباشا” الأثري في غزة، ناريمان خلّة، حجم الدمار الذي لحق بالمتحف جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، قائلة إن الاحتلال تعمد تخريب كل ما يتعلق بالتاريخ الفلسطيني.

محاولات تدمير الهوية الفلسطينية

وقالت خلّة، في حديثها للجزيرة مباشر، إن “الاحتلال استهدف القصر أثناء اجتياحه لحي الشجاعية شرق مدينة غزة؛ مما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة منه وتحويلها إلى ركام، في محاولة لطمس المعلم التاريخي الذي يعكس العمق الحضاري للشعب الفلسطيني”.

وأضافت أن عمر هذا المتحف يبلغ 900 عامًا، ويعود إلى فترة حكم المماليك والعثمانيين؛ مشيرة إلى أن الاحتلال البريطاني ارتكب نفس الجرم قبل الاحتلال الإسرائيلي عندما حول متحف “قصر الباشا” إلى مركز للشرطة بين عامي 1917 و1948.

وأوضحت خلة، أنه بعد صدور قرار تقسيم فلسطين في الأمم المتحدة عام 1947، خضع قطاع غزة للإدارة المصرية من عام 1948 حتى عام 1967، وتحول “قصر الباشا” إلى مدرسة للفتيات، خلال فترة حكم الملك فاروق أطلق عليها اسم “مدرسة الأميرة فريال” نسبة إلى شقيقة الملك.

آثار الدمار والصمود

واستعرضت مديرة المتحف، القطع الأثرية التي ما زالت محفوظة داخل القصر رغم الأضرار، مؤكدة أن المتحف يضم مقتنيات تروي تاريخ غزة العريق، بينها قطع أثرية تعود إلى عصور مختلفة، بدءًا من العصر المملوكي وصولًا إلى العثماني.

وتابعت: “هذا التدمير الممنهج يهدف إلى طمس الهوية الثقافية والتاريخية للشعب الفلسطيني، ويشكل خسارة فادحة للإرث الحضاري الإنساني في قطاع غزة”.

وشددت خلّة، على ضرورة التحرك لحماية المواقع الأثرية الفلسطينية من محاولات الطمس والتخريب الإسرائيلي، مطالبة المؤسسات الدولية بالتدخل للحفاظ على الإرث التاريخي الذي يؤكد جذور الفلسطينيين العميقة في أرضهم.

وفقًا لإحصائيات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، دمر الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 200 موقع أثري وتراثي من أصل 325 موقعًا مسجلًا في القطاع.

وتشمل هذه المواقع معالم تاريخية ودينية بارزة، مثل المسجد العمري الكبير، وكنيسة القديس برفيريوس، إضافة إلى مقابر ومتاحف تعود إلى آلاف السنين.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان