كيف تخطط لاغتنام فرصة شهر رمضان؟

24/2/2025-|آخر تحديث: 24/2/202505:29 PM (توقيت مكة)
إن التخطيط المسبق لشهر رمضان يعد من أهم الأمور التي يجب أن يركز عليها المسلم حتى لا يأتي الشهر الكريم وهو غير مستعد لاغتنامه والفوز بالمغفرة والعتق من النار.
فرصة العمر
كان الصحابة “يدعون الله 6 أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه 6 أشهر أن يتقبله منهم، وكان من دعائهم: اللهم سلّمني إلى رمضان، اللهم سلّم لي رمضان، وتسلّمه مني متقبلًا”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsسباق رمضاني في قطر يمنح ذوي الاحتياجات الخاصة فرصة للتنافس والمتعة (فيديو)
كيف تحافظ على طاقتك وصحتك طوال شهر رمضان؟ نصائح عملية لوجبتَي السحور والإفطار
“روضة الصيام” في موريتانيا.. حين يجتمع الطبيب والفقيه لخدمة الصائم (فيديو)
عناصر هامة للتخطيط لرمضان
- الفرح بقرب بلوغ هذا الشهر العظيم، لأنه من نِعَم الله العظيمة على العبد المسلم، قال الله تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، سورة يونس الآية 58.
- النية الخالصة: في الحديث “إنما الأعمال بالنيات…”.
- التوبة الصادقة: صاحب المعصية لا يوفّق للطاعة ولا يؤهل للقرب، وشؤم الذنوب يورث الحرمان، وقيد الذنوب يمنع السير إلى طاعة الرحمن، وثقل الذنوب يمنع الخفة للخيرات والمسارعة في الطاعات، فلا بد من التوبة النصوح المستلزمة لشروطها، المصحوبة برد الحقوق إلى أهلها.
- معرفة شرف الزمان: فالوقت هو الحياة، وهو رأس مالك الذي تتاجر فيه مع الله، ومما يجعل الإنسان لا يفرط في لحظة من رمضان أن يتذكر وصف الله له بأنه {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}، وهي إشارة إلى أنها قليلة وأنها سرعان ما تنتهي.

حدّد أهدافك
من الضروري أن يحدد المسلم أهدافه قبل دخول شهر رمضان، ومن بينها:
- المحافظة على الصلوات في أوقاتها جماعة في المسجد.
- مراجعة ما مَنَّ الله عليه به من حفظ القرآن، والاستزادة من الحفظ.
- قراءة أحد التفاسير الميسرة حتى يفهم كلامَ ربِه، ويتدبَّره ليصل إلى العمل به.
- تطبيق الأوامر التي تمر به في كتاب الله عز وجل.
- ذكر الله تعالى كثيرا.
- تعلم أحكام فقه العبادات.
- الإكثار من الصدقات.
- صلة الأرحام.
- الخلق الحسن: عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ “إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ”، سنن أبي داود.
- إصلاح القلب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ”، متفق عليه.
- مساعدة الآخرين: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ”، صحيح مسلم.
- الإكثار من الاستغفار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً”، صحيح البخاري.
- الإكثار من النوافل: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ…”، صحيح البخاري.
- تنظيم الوقت: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ”، صحيح البخاري.

مُعِينات
- طلب العون والتوفيق من الله عز وجل: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ”، صحيح مسلم.
- الصحبة الصالحة: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ “إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا اَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً”، متفق عليه.
- إنهاء الأعمال التي قد تشغل المسلم في رمضان عن العبادات.
- البعد عن جميع المحرمات ومقدماتها.
- إعداد جدول لأيام رمضان.
- إعداد جدول خاص ليوم الجمعة في رمضان لفضله الخاص.
- إعداد برنامج للعشر الأواخر من رمضان ترقبًا لليلة القدر وإحياء سنة الاعتكاف.

نيّات ينبغي استصحابها قبل دخول رمضان
في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث القدسي “إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة”.
- نية ختم القرآن عدة مرات مع التدبر.
- نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب السالفة.
- نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاق للخير والعمل الصالح.
- نية كسب أكبر قدر من الحسنات في هذا الشهر ففيه تضاعف الأجور والحسنات.
- نية تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة لجميع الناس.
- نية العمل لهذا الدين ونشره بين الناس مستغلًّا روحانية هذا الشهر.
- نية وضع برنامج مليء بالعبادة والطاعة والجدية في الالتزام به.
المصدر : الجزيرة مباشر