“بعلمنا نعزز صمودنا”.. طالبات في غزة يواجهن بإصرار تحديات الدراسة وسط الدمار (فيديو)

عادت الطالبة يارا المسلمي إلى مقاعد الدراسة في مدرسة روفيدة الإسلامية للبنات بعد انقطاع دام أكثر من عام ونصف عام، لكن العودة لم تكن كما كانت تحلم، فقد وجدت نفسها في فصول دراسية تفتقر إلى المقاعد والطاولات والأدوات المكتبية، وسط ظروف نفسية صعبة تعيشها الطالبات والمعلمات على حد سواء.

ورغم التحديات الكبيرة، شكرت يارا معلماتها اللاتي عدن إلى التدريس في محاولة لمقاومة الظروف الصعبة، خاصة انعدام الإنترنت، ما يعوق استمرار التعليم عن بُعد.

وقالت يارا “العام الدراسي الماضي كان يمكن أن يقربني من حلمي بالالتحاق بالجامعة، لكن الحرب أخرته.. لا كهرباء، لا إنترنت، وهذا يجعل تقديم الامتحانات عبر الصفوف الافتراضية مستحيلا”.

كما طالبت يارا بأن تكون الاختبارات النهائية مرنة وتراعي أوضاع الطلبة في غزة.

“بعلمنا نعزز صمودنا”

من جانبها، أوضحت آمال صالحة، مديرة مدرسة روفيدة الإسلامية للبنات، أن المدرسة أطلقت مبادرة بعنوان “بعلمنا نعزز صمودنا” خلال شهر فبراير/شباط الماضي، التي شهدت إقبالا واسعا من المعلمات وطالبات الثانوية العامة، لكن الحرب وما خلفته من دمار حال دون استمرارها.

وتضررت مدرسة روفيدة الإسلامية بشدة جراء القصف الإسرائيلي، الذي أدى إلى تدمير النوافذ والأبواب، ما أجبر الطالبات على تلقي التعليم جالسات على الأرض، وسط البرد القارس والأمطار.

وأضافت صالحة أن نقص وسائل المواصلات يشكل تحديا كبيرا أمام المعلمات اللواتي يسكن في مناطق بعيدة، ورغم ذلك، يبذلن جهودا حثيثة للحفاظ على استمرار المسيرة التعليمية، كما أشارت إلى أن المدرسة تعاني من نقص حاد في الأساسيات مثل الطباشير، والسبورة، والكراسي، والطاولات.

 دمار واسع في مدارس قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي
دمار واسع في مدارس قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي (رويترز)

 

استقبال دفعة جديدة

وأعلنت المديرة عن بدء استقبال دفعة جديدة من الطالبات من مواليد 2007 يوم السبت المقبل، حيث تم إعداد خطة وبرنامج تعليمي خاص لهن، يشمل 4 محاضرات يوميا لضمان استمرارية التعليم.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، تأمل إدارة المدرسة في تكاتف الجهود المحلية والدولية، إلى جانب دعم الأهالي، لتوفير الاحتياجات الأساسية التي تساعد على استمرار العملية التعليمية.

كما شددت صالحة على أن الطالبات يعانين من أوضاع نفسية صعبة بسبب ما خلفته الحرب من دمار وخسائر بشرية، مما انعكس سلبا على صحتهن النفسية.

ظروف صعبة

من ناحية أخرى أكدت ميساء أبو مغاصيب، معلمة اللغة الإنجليزية في المدرسة، أن الهيئة التدريسية تعمل على تقديم دراسة مكثفة لتعويض الطالبات عن الفاقد التعليمي خلال فترة الانقطاع.

وأضافت “رغم الظروف القاسية، نحاول تقديم ما نستطيع لمساعدة الطالبات، لكن البيئة المدرسية غير صالحة للدراسة، ما يزيد من التحديات التي تواجههن”.

وأشارت أبو مغاصيب إلى أن الطالبات يعانين من ضغوط نفسية شديدة، خاصة في ظل التخبط في آلية تقديم الامتحانات النهائية، حيث تم اتخاذ قرار بإجرائها إلكترونيا، رغم عدم توفر الكهرباء أو الإنترنت بشكل مستقر، مما يفاقم القلق والتوتر بين الطالبات.

ورغم هذه التحديات، تبذل المعلمات جهودا كبيرة للحفاظ على استمرارية العملية التعليمية، وسط دعوات لتوفير بيئة دراسية مناسبة، ودعم الطالبات نفسيا وأكاديميا لتجاوز آثار الحرب وتأمين مستقبلهن التعليمي.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان