بلدة راميا جنوبي لبنان.. شاهد حي على آثار العدوان الإسرائيلي وصمود الأهالي (فيديو)

تقف بلدة راميا الجنوبية شاهدًا على العدوان الإسرائيلي وإرادة الصمود، فعلى الرغم من انسحاب إسرائيل منها، لم يغب شبح الاحتلال عنها كليًّا.
ولا يزال جنود الاحتلال يتمركزون على أطراف البلدة، يقيمون السواتر الترابية، ويُمعنون في منع أهلها من العودة إلى منازلهم، مستخدمين وسائل الترهيب، مثل إطلاق النار العشوائي، في محاولات يائسة لزرع الرعب وإبقاء الأرض خاوية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاستشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة (فيديو)
البيت الأبيض يعلق على حديث ترامب بشأن نشر قوات أمريكية في غزة وتمويل إعمارها (فيديو)
اقتراح ترامب بشأن غزة يثير جدلا وانقساما داخل الحزب الجمهوري
في مهمة شاقة، دخلت “الجزيرة مباشر” إلى بلدة رامية، فكان المشهد مروعًا، إذ تحولت البلدة التي كانت تضج بالحياة إلى مدينة خاوية، تظهر بقايا محلاتها التجارية وأطلال منازلها المهدمة حجم الفاجعة التي ألمّت بها.
وقد التهم الدمار بيوتها، وبقي الركام يروي تفاصيل العدوان، في حين بدت الشوارع وكأن زلزالًا قد أصابها، كما تحولت المياه والكهرباء والاتصالات إلى مجرد ذكريات.
لم تسلم حتى مدرسة راميا الرسمية، التي اقتحمها جنود الاحتلال بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، فحولوها إلى ثكنة عسكرية، ناموا في قاعاتها، ونهبوا محتوياتها، وخربوا جدرانها، وتركوها ميدانًا للفوضى والقذارة. وحين انسحبوا، لم يتركوا سوى العبث: علب طعام فارغة، قوارير مياه مرمية، ونوافذ محطمة.
ورغم كل ذلك، فإن أهل راميا ليسوا غرباء عن الصمود، إذ واجهوا الاحتلال مرارًا ورفضوا التخلي عن أرضهم، واليوم يعودون رغم كل التهديدات، يتفقدون منازلهم المدمرة، ويقسمون على أنهم لن يكونوا نازحين في وطنهم.
وقال الحاج عيسى، المسنّ العائد إلى منزله المدمر: “حاولوا اقتلاعنا من أرضنا، لكنهم لا يعرفون أننا نحن الأرض، ونحن الجذور التي لن تموت”.
وأضاف متحدثًا عن إسرائيل: “تاريخها حافل بالمجازر والقتل والإرهاب، فهي لا تعرف الرحمة، ولا تؤمن بالديمقراطية أو حقوق الإنسان”، على حد وصفه.
ووجّه رسالة قائلا: “أرادوا بهذا التدمير والإجرام كسر إرادة الشعب… لكن لا الولايات المتحدة الأمريكية، ولا إسرائيل، ولا أي طرف على وجه الأرض يستطيع كسر إرادتنا. نحن نؤكد أن الدولة اللبنانية، والشعب، والمقاومة، هم من يرسخون الأمن والاستقرار في هذه المناطق”.