رئيس بلدية غزة: 80% من مقدرات المدينة دُمّرت.. وإعادة الإعمار مرهونة برفع القيود (فيديو)

قال يحيى السراج، رئيس بلدية غزة، إن المدينة تواجه أوضاعًا إنسانية صعبة بعد مرور أكثر من 15 شهرا على الحرب الإسرائيلية على القطاع، خاصة مع عودة النازحين من جنوب القطاع.
وأضاف السراج في مقابلة مع الجزيرة مباشر أن 80% من مقدرات البلدية دمرت كليًّا، مما يجعل مهمة إعادة إعمار المدينة تحديًا هائلًا.
وأوضح السراج أن هناك نقصًا حادًّا في المياه، إذ تواجه البلدية صعوبات في توفير كميات كافية، إضافة إلى وجود مناطق لا تصل إليها المياه نهائيًّا بسبب الدمار الكبير الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في المناطق التي انسحب منها مؤخرًا.
كما أشار إلى أن شبكات المياه والبنية التحتية للمضخات بحاجة إلى صيانة عاجلة، لكن نقص مواد البناء، وعلى رأسها الإسمنت، يعرقل هذه الجهود.
انهيار البنية التحتية
وأضاف السراج أن الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية شمل شبكات الصرف الصحي، التي ما زالت تعاني من أضرار جسيمة دون توفر المواد اللازمة لإصلاحها. كما تعاني المدينة من نقص حاد في المأوى، إذ لم يجر إدخال المنازل المتنقلة والخيام رغم الوعود المتكررة.
وأشار إلى أن كمية الوقود المتوفرة لا تكفي لتشغيل المولدات اللازمة لتوفير الكهرباء، كما أن البلدية تواجه صعوبات في نقل النفايات إلى المكب الرئيسي شرق المدينة؛ مما يزيد من الأعباء الصحية والبيئية.
إعادة إعمار غزة.. كم تتطلب من الوقت والتكلفة؟
وحول إمكانية إعادة إعمار غزة، قال السراج إن الإجابة عن هذا السؤال ليست بسيطة، إذ تعتمد على عدة عوامل غير مضمونة، مثل توفر الأموال والمعدات، ومواد البناء، إضافة إلى فتح المعابر دون قيود.
وأوضح أنه في حال توفر جميع الإمكانيات، يمكن إعادة إعمار المدينة بشكل كبير خلال عامين أو 3 أعوام، لكنها لن تعود إلى وضعها السابق تمامًا.
ومع ذلك، أشار إلى أن سكان غزة لا ينتظرون أحدًا، حيث بدأ كثير منهم في ترميم منازلهم بأنفسهم باستخدام ما هو متاح لهم، حتى لو كان ذلك مجرد تنظيف غرفة واحدة في منزل مدمر.
تهجير الفلسطينيين مرفوض شعبيًّا
وحول المقترحات التي تدعو إلى خروج الفلسطينيين من غزة كشرط لإعادة الإعمار، قال السراج إن هذه الدعوات لن تجد آذانًا صاغية بين سكان القطاع.
وأكد أن الفلسطينيين متمسكون بالبقاء في بيوتهم رغم الدمار، مشددًا على أن التجربة علّمت الجميع، من الأطفال إلى الشيوخ، أن مجرد مغادرة المنزل تعني خسارة كبيرة للكرامة الإنسانية.
وأضاف أن من اضطر إلى النزوح داخل القطاع فعل ذلك تحت الضغط والإجبار، لكنه لم يجد أي أمان في أي مكان، وأصيب بالقصف حتى في المخيمات، أثناء البحث عن الطعام أو الدواء.
وأكد أن من سيغادر القطاع سيكون مضطرًا إلى ذلك لأسباب مثل العلاج أو الدراسة أو العمل، لكن فكرة الهجرة الجماعية مرفوضة بشكل قاطع من قبل الغالبية العظمى من سكان غزة.
وشدد رئيس بلدية غزة في ختام حديثه، أن الأزمة في غزة تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لتوفير احتياجات السكان الأساسية، وعلى رأسها الماء والكهرباء والمأوى، داعيًا إلى سرعة التحرك لإنهاء هذه المعاناة المستمرة.