“غنوة الكبرا”.. فتاة تحول التطريز الفلسطيني إلى وسيلة للتضامن والمقاومة في هولندا (شاهد)

في ظل الشتات وتأكيد الهوية الفلسطينية في الغربة، تحول فن التطريز الفلسطيني إلى وسيلة قوية للتواصل مع التراث والتعبير عن الانتماء للأرض.

الصحفية ومدربة التطريز الفلسطينية غنوة الكبرا، المقيمة في هولندا، استطاعت أن تحول هذا الفن التقليدي إلى جسر يربط بين الثقافة الفلسطينية والمجتمع الأوروبي، من خلال ورشات تعليمية وتطوعية تهدف إلى الحفاظ على الهوية ونشر الوعي بالقضية الفلسطينية.

من الذاكرة إلى الإبداع

بدأت غنوة الكبرا رحلتها مع التطريز كطريقة للتواصل مع تراثها، مستلهمةً ذكريات جدتها التي كانت تمارس هذا الفن ببراعة، على حد وصفها.

وقالت غنوة للجزيرة مباشر “كانت جدتي تستخدم خيوط “دي إم سي” (علامة تجارية شهيرة لخيوط تطريز عالية الجودة)، وأنا أصرُّ على استخدام نفس الخيوط في أعمالي، كاستمرار لتقليد عائلي”.

وبعد النكبة، أصبح التطريز من وسائل النساء الفلسطينيات في الحفاظ على الهوية، وهو ما دفع غنوة إلى تعلمه ونقله إلى الأجيال الجديدة.

من الهواية إلى العمل التطوعي

وبدأت غنوة بتطريز خريطة فلسطين على ملابسها تعبيرا عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، وخصوصا خلال فترة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ولاقت غنوة تفاعلًا كبيرًا مع مبادرتها، مما دفعها إلى تنظيم ورشات تطوعية لتعليم التطريز في هولندا. وقالت “التطريز ساعدني على التعامل مع مشاعر الحزن والغضب، وأصبح وسيلة للتضامن مع قضيتنا”.

التطريز أداة مقاومة

وعبر التاريخ، أثبت الفن الفلسطيني، وخصوصا التطريز، أنه أداة مقاومة للحفاظ على الهوية. وقالت غنوة “في أوقات الإبادة، يشعر الفلسطيني برغبة شديدة في الارتباط بأرضه، والتطريز وسيلة لتأكيد انتمائنا”.

وأضافت “أحمل امتنانًا عميقًا لجداتي اللواتي أورثننا هذا الفن، وأشعر بالفخر عندما أرى تأثيره على الناس”.

ونجحت غنوة في تدريب أكثر من 200 شخص في هولندا، إذ تقول الهولندية ميرول، وهي إحدى المتدربات “عندما بدأت المجزرة في غزة، كنت حقًّا في حالة يأس. لم أكن أعرف ماذا أفعل. حتى أصبح التطريز وسيلة فعالة لأشغل به وقتي، وخصوصا أنه يتعلق بفلسطين، ولنشر الثقافة الفلسطينية”.

من التطريز إلى التضامن

وأشارت ميرول إلى أنها بعد تعلمها التطريز، بدأت بيع منتجاتها وتخصيص أرباحها في التبرع لدعم صديق لها في غزة.

كما عبرت المتدربة سكايرور عن سعادتها بتعلم الثقافة الفلسطينية عن قرب، مؤكدة أنها ستطور من مهارة التطريز عقب هذه الورشة.

وأضاف لويس، وهو متدرب آخر في الورشة “أشعر بغضب شديد عند متابعة الأحداث في فلسطين، لذلك من الجميل المشاركة في مثل هذه الفعاليات حيث يمكنك ببساطة الاستمتاع بالثقافة والتعرف على أناس جدد”.

ومن خلال التطريز، استطاعت غنوة الكبرا أن تحول فنًّا تقليديًّا إلى وسيلة حديثة للمقاومة والتضامن، مؤكدةً أن التراث الفلسطيني يبقى حيًّا في قلوب أبنائه، أينما كانوا.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان