محللون للجزيرة مباشر: تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ليس مجرد فكرة أمريكية (شاهد)

قال الدكتور فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لندن، إن القيادة الإسرائيلية لا تزال مترددة بشأن بدء الجولة الثانية من المحادثات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأوضح، في مقابلة مع الجزيرة مباشر، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتناولان خلال اجتماعهما المرتقب، غدا الثلاثاء، عدة ملفات، أبرزها التهديد الإيراني، ومستقبل الحرب في غزة، بالإضافة إلى مسألة المحاور الإقليمية، مثل دور حزب الله وجماعة الحوثيين.

هل يسعى ترامب لإنهاء الحرب؟

وحول موقف ترامب من الحرب في غزة، أوضح جرجس أن الرئيس الأمريكي لا يميل إلى الانخراط في صراعات عسكرية جديدة، بل يسعى إلى إنهاء الحروب، بما في ذلك الصراع في أوكرانيا.

ومع ذلك، تساءل جرجس عن طبيعة “الهدايا” التي قد يقدمها ترامب لنتنياهو مقابل وقف الحرب، مشيرًا إلى أن القيادة الإسرائيلية لديها مطالب كثيرة، بينما تركز واشنطن على الأمن والاستقرار، دون التطرق إلى حل الدولتين.

تهجير الفلسطينيين.. بالون اختبار أم خطة فعلية؟

وأكد جرجس أن مسألة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر، ليست مجرد فكرة أمريكية، بل هي خطة أمريكية – إسرائيلية قيد الاختبار، إذ تسعى واشنطن لمعرفة ردود فعل الدول العربية تجاهها.

وأشار إلى أن مبعوث ترامب للأسرى طرح تساؤلات حول “البدائل” لترحيل الفلسطينيين، مما يشير إلى استمرار الضغط باتجاه هذا السيناريو، رغم المعارضة العربية الواسعة.

النازحون يواصلون العودة إلى شمال قطاع غزة
النازحون يواصلون العودة إلى شمال قطاع غزة (رويترز)

هل تعود السلطة الفلسطينية إلى غزة بالقوة؟

وكشف جرجس عن معلومات تفيد بأن مبعوث ترامب ستيف ويتكوف، اجتمع مع  أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الذي أكد استعداد السلطة الفلسطينية للعودة إلى غزة “ولو بالقوة”.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية ترى في هذا السيناريو وسيلة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حتى وإن أدى ذلك إلى حرب أهلية فلسطينية شبيهة بأحداث عام 2007، على حد قوله.

يُذكر أنه في 14 يونيو/حزيران 2007، أقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس الوزراء المنتخب آنذاك إسماعيل هنية بعد أسبوع من الاشتباك المسلح بين حركتي فتح وحماس، وأعلن حالة الطوارئ في قطاع غزة.

نتنياهو يسعى لتثبيت المكاسب في الضفة

بدوره، أوضح الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة جونز هوبكنز، أن جزءًا أساسيًا من زيارة نتنياهو لواشنطن يتمثل في محاولته تأمين مكاسب استراتيجية، خاصة فيما يتعلق بالضفة الغربية.

ولفت العناني، في المقابلة ذاتها، إلى أن التوسع الاستيطاني يجري بوتيرة متسارعة، وأن نتنياهو قد يستخدم وقف الحرب في غزة كوسيلة للحصول على تنازلات أمريكية، مثل الاعتراف بضم الضفة الغربية.

هل يمنح ترامب الضوء الأخضر لضرب إيران؟

وحول الملف الإيراني، استبعد العناني أن يمنح ترامب إسرائيل حرية توجيه ضربات عسكرية لإيران، معتبرًا أن ترامب يفضل سياسة “الضغط الأقصى” عبر العقوبات الاقتصادية بدلًا من المواجهة المباشرة.

لكن جرجس حذر من أن سيناريو الحرب لا يزال مطروحًا، خاصة مع تزايد الضغوط داخل إسرائيل والولايات المتحدة لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه طهران.

ترامب انسحب من الاتفاق النووي مع طهران عام 2018
ترامب انسحب من الاتفاق النووي مع طهران عام 2018 (غيتي)

مستقبل العلاقة بين نتنياهو وترامب

ورغم أهمية دور ترامب في تحديد مسار الحرب، استبعد جرجس أن يتغير ميزان القوة في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، معتبرًا أن نتنياهو سيظل لاعبًا محوريًا في صنع القرار الأمريكي بشأن الشرق الأوسط، كما كان خلال ولاية ترامب الأولى.

سيناريو الحرب الأهلية الفلسطينية

وفيما يتعلق بمخاطر اندلاع حرب أهلية فلسطينية، اعتبر العناني أن دخول السلطة الفلسطينية إلى غزة بالقوة سيناريو مستبعد، نظرًا لضعف نفوذها في الضفة الغربية نفسها، حيث تواجه أزمة شرعية متفاقمة.

وأكد أن الالتفاف الشعبي حول المقاومة الفلسطينية يجعل فرض سيطرة السلطة على غزة بالقوة، أمرًا صعبًا في المرحلة المقبلة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان