الأونروا: سكان مخيم جنين تحملوا المستحيل وآلاف الأطفال بلا مدارس

دمار واسع في مخيم جنين بشكل يشابه ما تعرض له قطاع غزة
دمار واسع في مخيم جنين بشكل يشابه ما تعرَّض له قطاع غزة (رويترز)

قالت جوليت توما، مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في منشور على منصة إكس الثلاثاء إن “سكان مخيم جنين تحملوا المستحيل، إذ دُمرت أجزاء كبيرة من المخيم في سلسلة تفجيرات نفذتها القوات الإسرائيلية”.

وأضافت جوليت في منشورها أن نحو مئة منزل في مخيم جنين تضررت بفعل التفجيرات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن “خمسة آلاف طفل على الأقل في منطقة جنين لم يتمكنوا من الذهاب إلى مدارسهم التي تديرها الأونروا”، نتيجة الهجوم الإسرائيلي على المنطقة.

المخيم تحوَّل إلى “مدينة أشباح”

وذكرت وكالة رويترز في تقرير لها، الثلاثاء، أن العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين بالضفة الغربية حولت مخيم اللاجئين بالمدينة إلى ما وصفه سكان ومسؤولون بأنه مدينة أشباح، إذ لحق به دمار على نطاق لم تشهده المنطقة منذ أكثرمن 20 عاما.

فبعد أسبوعين من بدء العملية العسكرية، صارت جنين شبه مهجورة، بعد أن غادر آلاف الفلسطينيين منازلهم، وليس معهم سوى ما تيسر حمله، تنفيذا لأمر إسرائيلي بالمغادرة عبر طائرات مسيَّرة مزودة بمكبرات صوت.

وبعد تدمير الطرق ومرافق البنية التحتية الأخرى، هدمت القوات الإسرائيلية العديد من المباني مطلع هذا الأسبوع بما أحدث انفجارات مدوية.

وقال خليل حويل (39 عاما)، وهو أب لأربعة أطفال يسكن في مخيم جنين هو ووالده وإخوته في بيت من  خمس شقق، لرويترز “ظلينا في البيت إلى حين ما إجت الدرون (الطائرة المسيَّرة) علينا، وصارت تنادي: أخلوا البيت وأخلوا الحي لأنه بدنا نفجر”.

وأضاف “طلعنا في ملابسنا الشخصية ما قدرنا نحمل شي. ممنوع تحمل شي. ولا حد ظل في المخيم. المخيم خالي من السكان بتاتا”.

وقال إنه بعد نشر الجرافات والمركبات المدرعة بالقرب من منزله، سار السكان بصعوبة على طرق يملؤها الركام إلى نقطة تجمُّع كانت تنتظرهم فيها سيارات تابعة للهلال الأحمر.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه دمر 23 مبنى، وإنه سيواصل “العمل من أجل القضاء على الإرهاب حيثما كان ذلك ضروريا”.

ومن أعلى تل يطل على المخيم، لم يكن بالإمكان رؤية شيء سوى سحب الدخان والجنود وهم يتحركون بين جدران المنازل المحترقة.

القصف الإسرائيلي حول المخيم لمدينة أشباح
القصف الإسرائيلي حوَّل المخيم إلى مدينة أشباح (رويترز)

دمار يشبه ما تعرضت له غزة

وبدأت العملية، وهي المرحلة الأحدث من هجوم بدأ الشهر الماضي، في أعقاب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) حيز التنفيذ.

وتعرَّض مخيم جنين للاجئين لاقتحامات متكررة على مر السنين، ليس فقط من الجيش الإسرائيلي، وإنما من السلطة الفلسطينية.

وفي أثناء الانتفاضة الثانية عام 2002، هدمت القوات الإسرائيلية مئات المنازل، مما أدى إلى تهجير نحو ربع سكان المخيم.

وقال محافظ جنين كمال أبو الرُّب إن العملية الأحدث لم تترك في المخيم سوى نحو 100 شخص من أصل 3490 أسرة كانت موجودة فيه قبل العملية.

وقال لرويترز “الوضع أسوأ مما جرى في عام 2002، لأن عدد النازحين كان أقل”.

وقال أبو الرب عن الدمار في جنين “لو أنه ما كتبنا أنه هذا مخيم جنين على الصور، هذا المشهد بنفكره في قطاع غزة. نفس الصورة ولكن المكان يختلف”.

مصرون على العودة

وفي بداية عملية جنين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش سيطبّق الدروس المستفادة من الحرب في قطاع غزة الذي يبعد أكثر من 100 كيلومتر إلى الجنوب.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن العملية جزء من جهود أوسع تهدف إلى “تهجير المواطنين والتطهير العرقي”، اكتسبت زخما جديدا منذ أن اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تستقبل مصر والأردن الفلسطينيين.

وقال خليل حويل “رح نرجع على بيوتنا. لن ترجع النكبة. لن نتهجر إلى منطقة ثانية، (سواء) هدوا البيت (أو) قصفوا إحنا رح نرجع على بيوتنا”.

المصدر : تويتر + رويترز

إعلان