واشنطن بوست: وصول فريق إيلون ماسك إلى بيانات حكومية حساسة يثير مخاوف مسؤولين أمنيين

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، اليوم الخميس، إن أعضاء من إدارة الكفاءة الحكومية، التي يترأسها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك “تمكنوا من الوصول إلى سجلات حكومية بالغة الأهمية عن ملايين الموظفين في الحكومة الفيدرالية، ومنهم من يعملون في وظائف أمنية حساسة في وزارتي الخزانة والخارجية”، وذلك نقلا عن 4 مسؤولين أمريكيين مطلعين على الموضوع.
وأضافت الصحيفة أن تمكين فريق ماسك من الاطلاع على هذه السجلات الحكومية المهمة يأتي في إطار جهود أوسع لسيطرة الفريق على مكتب إدارة شؤون العاملين التابع للحكومة الأمريكية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsفاينانشال تايمز: ماسك يبحث سبل الإطاحة بستارمر من رئاسة الحكومة في بريطانيا
مقررة أممية تهاجم ماسك بعد منشور له عن غزة
ماسك يكشف موقف ترامب بشأن “إغلاق” الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأربعة الذين تحدثوا إليها عن الأمر، وطلبوا عدم ذكر أسمائهم خشية الانتقام منهم، عبّروا عن مخاوفهم من احتمال إساءة استخدام هذه السجلات من جانب فريق إدارة الكفاءة الحكومية، خاصة وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أمر بإنشاء هذه الإدارة الجديدة “هدد بالانتقام من موظفي الحكومة الفيدرالية ممن يتهمهم بعدم الولاء”.
سجلات بالغة الأهمية
وأضافت الصحيفة أن السجلات التي يحتفظ بها مكتب إدارة شؤون العاملين تضم معلومات حساسة حول موظفي معظم الوكالات الفيدرالية الأمريكية، بما في ذلك العناوين والملفات الأسرية وتفاصيل الرواتب والتاريخ التأديبي.
وتتزامن الخطوة الأخيرة من جانب فريق ماسك، كما أشارت الصحيفة، مع خطوات أخرى للدخول على أنظمة حساسة لجهات حكومية أخرى، ومنها نظام وزارة الخزانة الذي يتم من خلاله تنظيم مدفوعات حكومية تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن طلب فريق الكفاءة الحكومية بقيادة ماسك الوصول إلى بيانات مكتب إدارة شؤون العاملين جاء بعد أن أعلن نائبون عن ماسك أنهم سيعملون على تخفيض عدد العاملين في هذا المكتب بنسبة 70%.
وأضافت الصحيفة أن وقف كل مشاريع التطوير التكنولوجي بهذه الوكالة، علاوة على منح حق الوصول إلى السجلات لفريق من إدارة أخرى، مع منحهم الحق في تنزيل برامج جديدة على شبكتها، يزيد المخاوف من اختراق نظام المعلومات في الوكالة، التي سبق أن تعرضت لمحاولات اختراق من أجهزة استخبارات دول أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن أسوأ هذه المحاولات كانت في عام 2014، عندما يعتقد أن الصين حصلت على معلومات عن نحو 20 مليون شخص يسعون للحصول على تصاريح أمنية.
تساؤلات حول التصاريح الأمنية
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب أوضحت أن “لدى فريق إدارة الكفاءة الحكومية سلطة مراجعة ملفات حكومية حساسة”، لكنها رفضت تقديم تفاصيل حول ما إذا كان تم إصدار تصاريح أمنية لأعضاء الفريق.
وأوضحت الصحيفة أن 6 من العاملين في إدارة الكفاءة الحكومية حصلوا على حق الدخول لكل بيانات مكتب إدارة شؤون العاملين ظهر يوم 20 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أن اكتملت إجراءات تنصيب ترامب رئيسا لفترة أخرى، وذلك وفق ما ذكره مسؤولان بالمكتب للصحيفة، وبعد أسبوع حصل 3 آخرون من فريق ماسك على حق الدخول للبيانات.

سلطات واسعة لفريق ماسك
وأضاف المسؤولان للصحيفة أن السلطات الممنوحة لأعضاء فريق ماسك تعني أنه “يمكنهم نسخ أرقام الضمان الاجتماعي وأرقام الهواتف وملفات لملايين الموظفين الفيدراليين”.
وأضاف المسؤولان للصحيفة أن أعضاء فريق ماسك “يمكنهم أيضا تعديل البيانات القائمة وإضافة بيانات جديدة، كما يمكنهم نقل تلك البيانات، حول الأشخاص الذين يعملون حاليًا أو سابقًا لدى الحكومة، إلى جهاز كمبيوتر غير حكومي، أو إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، أو إلى دولة أجنبية“.
وفي السياق ذاته كتب الأعضاء الديمقراطيون في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ رسالة، يوم الأربعاء، إلى رئيسة فريق العاملين في البيت الأبيض سوزي وايلز يطالبون فيها الإدارة بتقديم تفاصيل إلى “الكونغرس” حول كيفية فحص أعضاء فريق الكفاءة الحكومية والأنظمة الحساسة التي سمح لهم بالدخول إليها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني كبير سابق أن أعداء الولايات المتحدة قد يرون “ما يحدث الآن من اضطراب في مكتب إدارة شؤون العاملين يمثل فرصة”، مشيرا إلى أنه لو كان في دول مثل الصين وروسيا وإيران لحاول الاستفادة مما يحدث الآن.
يذكر أن ترامب تعهد بالقيام بتخفيض كبير في نفقات الحكومة الأمريكية، وأصدر قرارًا بإنشاء إدارة الكفاءة الحكومية بقيادة ماسك لمراجعة نفقات الهيئات الحكومية الأمريكية بهدف تخفيضها.