نيويورك تايمز: خطة ترامب لغزة تواجه صعوبات كثيرة أكبرها حماس

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير نشرته، اليوم الخميس، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فاجأ العالم بإعلانه أن الولايات المتحدة سوف “تمتلك” غزة، وتنقل الفلسطينيين خارجها كي تبني “ريفيرا الشرق الأوسط”.
وأضافت الصحيفة أن ترامب أشار في مقترحه، الذي يبدو غريبا وغير واقعي، إلى تحد خطر، وهو أن يكون مستقبل قطاع غزة “آمنا وسلميا بل حتى مكانا مزدهرا”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمصر: لن نكون طرفا في أي طرح لتصفية القضية الفلسطينية
تجميد المساعدات الأمريكية “كارثة” للملايين حول العالم.. كيف ذلك؟
ترامب: هذا هو سبب وقف إطلاق النار في غزة.. وسنتسلم القطاع من إسرائيل (فيديو)
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض الإجابة عن التساؤلات حول من سيحكم قطاع غزة بعد أن تتوقف الحرب؟ ويرجع ذلك أساسا إلى “خوفه من انهيار ائتلافه الحاكم الذي يعتمد على أحزاب اليمين المتطرف التي تريد إعادة المستوطنين الإسرائيليين إلى غزة”.
“خطة ترامب لن تحدث”
وذكرت الصحيفة، نقلا عن لورانس فريدمان، أستاذ دراسات الحرب بجامعة “كينغز كولدج” في لندن، أن “خطة ترامب الرامية إلى إجبار نحو مليوني فلسطيني على الانتقال من قطاع غزة إلى مصر والأردن، اللذين يعارضان هذه الخطة بشدة، لن تحدث”.
وأضاف فريدمان “ترامب رجل لا يريد التزامات عسكرية جديدة، والآن يرغب بنقل نحو مليوني فرد لا يرغبون في الرحيل إلى أماكن لا تريدهم”.

ترامب لم يناقش المشكلة الأكبر
وقالت الصحيفة إن ترامب، خلال مؤتمره الصحفي في البيت الأبيض مع نتنياهو “فشل في مناقشة واحدة من أهم المشكلات لتحقيق حلمه: حماس”.
وتابعت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين “تعهدوا بتدمير حماس وتفكيك سيطرتها على قطاع غزة، ولكن إسرائيل لم تحقق أيًا من الهدفين”، الأمر الذي دفع أعضاء ائتلاف نتنياهو الحاكم من اليمين المتطرف إلى المطالبة بمواصلة الحرب بعد أن تنتهي المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وعلى الرغم من أن ترامب أوضح أنه لا يريد أن تعود الحرب مرة أخرى لقطاع غزة، حسب ما ذكرت الصحيفة، إلا أنه “يبدو أن ليس لديه إجابة حول كيفية طرد حماس من غزة”.

“فكرة غير قابلة للتصديق”
وأشارت الصحيفة إلى أن “فكرة أن الجنود الأمريكيين يقاتلون ويموتون في غزة تبدو غير قابلة للتصديق من جانب رئيس طالب بسحبهم من أفغانستان وسوريا والعراق”.
وأوضحت الصحيفة أن الحفاظ على السلام في قطاع غزة، لكي تتم عملية إعادة بنائه “ربما تتطلب مشاركة عشرات الآلاف من القوات الأمريكية في غزة، ربما لعقد أو أكثر”.
غير أن حماس، كما ذكرت الصحيفة، أوضحت أنها “لن تذهب إلى أي مكان، ومن المفترض أنها ستقاتل القوات الأمريكية كما قاتلت القوات الإسرائيلية”.
ونقلت الصحيفة عن بيان صدر عن باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لـ(حماس)، للتنديد بخطة ترامب، قوله إن “ما فشل نتنياهو في تحقيقه بمساندة بايدن، وهو ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، من خلال القيام بإبادة جماعية ضد شعبنا، لن تتمكن إي إدارة جديدة من تحقيقه”.
تجاهل المرحلة الثانية من الاتفاق
ونقلت الصحيفة عن مايكل مليشتين، المحلل الإسرائيلي للشؤون الفلسطينية قوله إنه حاول مناقشة خطة ترامب مع أردنيين ومصريين وفلسطينيين وخليجين، لكنه وجد أنه لا أحد مستعد لبحثها، وذلك لأن حماس ليست مستعدة لإخلاء غزة، ولا يوجد دولة عربية أو زعيم عربي واحد يوافق على ترحيل الفلسطينيين منها.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقترح ترامب “طغى على مشكلة حقيقية وقائمة الآن في غزة، وهي ما إذا كانت إسرائيل وحماس ستنجحان في الانتقال من المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار إلى المرحلة الثانية الأصعب كثيرا”.
وأوضحت الصحيفة أن الانتقال للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار يتطلب أن “يقدم نتنياهو تنازلات لا يرغب حتى الآن في تقديمها”، إذ هدد شركاؤه في الائتلاف الحاكم من اليمين المتطرف بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبل نتنياهو وقف الحرب في غزة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه “بقي أن نرى ما إذا كان ترامب، من خلال اقتراحه، قد ساعد نتنياهو على تهدئة شركائه، وما إذا كان ترامب سيواصل الضغط على نتنياهو لعقد هذه الصفقة”، في إشارة للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.