شاهد: الشرع يكشف عن الضالعين في إشعال الساحل السوري

قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن أعمال القتل الجماعي التي استهدفت أفرادًا من الطائفة العلوية خلال الأيام القليلة الماضية تشكل تهديدًا كبيرًا لجهود حكومته في تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء البلاد التي مزقتها الحرب.

وأكد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز أن المسؤولين عن هذه الانتهاكات سيُحاسَبون “حتى لو كانوا أقرب الناس” إليه.

إعادة بناء سوريا.. وترميم ما أفسدته الحرب

وأضاف الشرع، الذي كان يتحدث من القصر الرئاسي في دمشق، أن حكومته ملتزمة بإقامة دولة قانون، ومحاسبة كل من أراق الدماء دون وجه حق.

وقال “لا نقبل أن يُسفك الدم السوري بغير حق. الاعتداء على حرمة الناس وخسارة الأرواح خطوط حمراء، مهما كانت صلة مرتكبها بنا”.

وذكر الشرع أن 200 من أفراد قوات الأمن قُتلوا في الاضطرابات، في حين رفض الإفصاح عن إجمالي عدد القتلى المدنيين في انتظار التحقيق الذي ستجريه لجنة مستقلة أعلن عنها أمس الأحد قبل المقابلة.

وأشار الشرع إلى أن اللجنة تضم ممثلين عن مختلف المكونات، بما في ذلك العلويون، لضمان محاسبة مرتكبيها خلال ثلاثين يومًا.

وأقر الشرع بأن العنف الذي شهدته الأيام الماضية يهدد بعرقلة مساعيه للم شمل سوريا.

وقال الشرع “الحدث الذي حصل من يومين سيؤثر على هذه المسيرة، وسنعيد ترميم الأوضاع إن شاء الله بقدر ما نستطيع”.

إيران وإسرائيل

وفي أول تصريحات له لوسيلة إعلام عالمية بعد أيام من اشتباكات في الساحل السوري، وجَّه الشرع أصابع الاتهام إلى جهات داخلية وخارجية وجماعات موالية للنظام السابق ومدعومة من أطراف خارجية بتأجيج الاضطرابات. كما أقر الشرع بأن بعض العمليات الانتقامية جرت في أعقاب تلك الأحداث.

وحمَّل الشرع الفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد، إضافة إلى قوى أجنبية (لم يسمّها صراحة)، مسؤولية إثارة الفوضى الأخيرة على الساحل السوري.

وألمح بشكل غير مباشر إلى إيران طرفًا متورطًا في زعزعة استقرار البلاد، كما تقول رويترز، مشيرًا إلى أن “أطرافًا خسرت بتغير الواقع السياسي في سوريا”.

كما رفض الشرع الانتقادات الإسرائيلية ووصفها بأنها “تصريحات فارغة”، ورأى أن إسرائيل هي آخر من يحق له انتقاد سوريا “في إشارة إلى قيام إسرائيل بقتل عشرات الآلاف في قطاع غزة ولبنان على مدى السبعة عشر شهرًا الماضية”، حسب الوكالة.

محادثات مع موسكو ودعوة لرفع العقوبات

وأوضح الشرع أن حكومته بدأت محادثات مع موسكو لإعادة تقييم شروط بقاء القاعدتين العسكريتين الروسيتين في طرطوس واللاذقية. كما ناشد الولايات المتحدة والدول الغربية رفع العقوبات المفروضة على سوريا، التي قال إنها تعوق جهود استعادة الأمن والاستقرار.

وأضاف “لا نستطيع ضبط الأمن والعقوبات ما زالت قائمة علينا”.

وفي الوقت نفسه، أكد الشرع أن باب سوريا مفتوح للتواصل مع أي طرف، بما في ذلك إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم عدم وجود أي اتصال مباشر حتى الآن.

وقال “الملف السوري يعني ليس على قائمة أولويات الولايات المتحدة الأمريكية، وأعتقد أن هذا السؤال (التواصل بين البلدين) يجب أن يوجَّه لهم. سوريا بابها مفتوح للتواصل”.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز

إعلان