بوتين يزور كورسك للمرة الأولى بعد انهيار سريع للقوات الأوكرانية

أعلن قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، الأربعاء، أن قواته تتراجع في منطقة كورسك الروسية، حيث أعلنت موسكو تحقيق تقدم سريع للقوات الروسية في الأيام الأخيرة.

وقال قائد الجيش عبر “فيسبوك”: “في وضع هو الأكثر صعوبة، فإن أولويتي كانت وستبقى إنقاذ حياة الجنود الأوكرانيين. ولهذا الغرض، تقوم وحدات قوات الدفاع عند الضرورة بمناورات نحو مواقع أكثر ملاءمة”، مستخدما صيغة يلجأ إليها الجانبان الروسي والأوكراني عادة للحديث عن تراجع.

بوتين يزور كورسك للمرة الأولى

وعلى الجانب الآخر ذكرت وكالات أنباء روسية، الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار منطقة كورسك بغرب روسيا لأول مرة منذ أن سيطرت القوات الأوكرانية على بعض الأراضي في المنطقة.

وزار بوتين مركز التحكم الذي تستخدمه القوات الروسية واستمع إلى تقرير من فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، الذي أخبره بأن القوات الأوكرانية في كورسك أصبحت محاصرة الآن.

وأبلغ رئيس الأركان الروسي بوتين، الأربعاء، بأن موسكو أسرت 430 جنديا أوكرانيا في منطقة كورسك، واستردت نحو 86% من الأراضي التي سيطرت عليها أوكرانيا، وذلك خلال اجتماع بث التلفزيون وقائعه.

وقال بوتين إن الجنود الأسرى ينبغي “معاملتهم كإرهابيين، بموجب قوانين روسيا الاتحادية”، في إشارة إلى أنهم قد يحاكمون أمام محاكم روسية، ويسجنون لعقود.

وأمر بوتين الجيش الروسي بأن “يحرر بشكل كامل” منطقة كورسك الروسية.

وقال بوتين الذي ارتدى بزة عسكرية لرئيس الأركان الروسي بحسب تصريحات بثها التلفزيون الروسي “أتوقع أن تنجز كل المهمات القتالية التي تخوضها وحداتنا، وأن يتم قريبا تحرير أراضي منطقة كورسك بالكامل من العدو”.

أسباب تراجع القوات الأوكرانية

وفي تفسيرها لأسباب التراجع السريع للقوات الأوكرانية في الأيام الأخيرة في كورسك، ذكرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، الأربعاء، أن القرار الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحجب المعلومات الاستخباراتية عن أوكرانيا أصاب قواتها بحالة من “العمى”، حسب وصف الصحيفة، ما أدى إلى انهيارها بشكل سريع.

وقال أحد كبار مستشاري الحكومة الأوكرانية للصحيفة إن موافقة كييف على مقترح وقف إطلاق النار “يعني أننا نتحدث للأمريكيين مرة أخرى ويمكن أن يمدونا بالمعلومات الاستخبارية التي نحتاجها. ما حدث في كورسك يوضح نتيجة فقدان هذه المعلومات”.

ونقلت الصحيفة عن ضابط استخبارات أوكراني كبير يعمل على الجبهة في كورسك أن واشنطن رفضت إمداد الجيش الأوكراني بصور الأقمار الصناعية التي توضح تحركات القوات الروسية، الأمر الذي جعل من الصعب على الجيش الأوكراني معرفتها في وقت مبكر.

ضربة هائلة لأوكرانيا

وأضافت الصحيفة أن أوكرانيا على وشك أن تخسر بالكامل المناطق التي سيطرت عليها في إقليم كورسك في روسيا، بعد أن فقدت أوكرانيا نفسها نحو 20% من مساحتها لصالح القوات الروسية، الأمر الذي يشكل “ضربة هائلة لأوكرانيا”، وفق وصف الصحيفة.

وتعرضت القوات الأوكرانية مؤخرا لهجوم مستمر وقصف دقيق بالطائرات والمدفعية والمسيّرات، مصحوبا بهجوم واسع النطاق لوحدات النخبة في الجيش الروسي وقوات من كوريا الشمالية.

وكانت أوكرانيا تأمل في مبادلة الأراضي التي سيطرت عليها في روسيا بأراضٍ تسيطر عليها القوات الروسية في أوكرانيا في المفاوضات المقبلة، غير أن القوات الأوكرانية انهارت بشكل مفاجئ في إقليم كورسك الروسي بعد أن أوقفت واشنطن الدعم العسكري والاستخباري الذي تقدمه لأوكرانيا.