“مات من مات وفرّ من فرّ”.. شهادات صادمة من سودانيين في معسكر زمزم للنازحين (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر، أوضاعا إنسانية في مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر، بولاية شمال دارفور، مع قدوم المزيد من النازحين جراء القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع.

وقال وافدون جدد إلى المخيم، قدموا جراء القتال المستعر في الفاشر، إنهم نزحوا من مناطق وبلدات وقرى مختلفة في ريف الفاشر، مشيرين إلى أن جنودا من الدعم السريع اعتدوا عليهم بالسلب والسرقة.

وشكا نازحون صعوبة الأوضاع في المخيم، حيث يفتقدون مأوى أو خيمة يمكن أن يعيشوا تحتها، مع ضياع كل ممتلكاتهم ومواشيهم وحتى محصولهم الزراعي.

وفي شهر رمضان ازدادت معاناة النازحين، بسبب الشح الشديد في المواد الغذائية وغيرها من مستلزمات المعيشة، كما ارتفعت أسعار السلع الأساسية بصورة كبيرة يصعب معها على النازحين شراؤها.

أطباء بلا حدود توقف نشاطها

وفي أواخر الشهر الماضي، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” وقف جميع أنشطتها في مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور غربي السودان.

وقالت المنظمة في بيان، إنها اتخذت “قرارًا صعبًا” بتعليق جميع أنشطتها في مخيم زمزم، بعد تصعيد الهجمات داخل المخيم وحوله، وذكر بيان للمنظمة أن نحو نصف مليون نازح يقيمون في مخيم زمزم.

وأضاف بيان المنظمة أن “التصعيد الحالي للهجمات والقتال داخل مخيم زمزم للنازحين وحوله، الواقع بالقرب من الفاشر في شمال دارفور، يجعل من المستحيل على المنظمة مواصلة تقديم المساعدة الطبية في مثل هذه الظروف الخطرة”.

وأشار البيان إلى أن المستشفى الميداني التابع للمنظمة في المخيم استقبل 139 جريحًا، يعاني معظمهم إصابات بطلقات نارية وشظايا.

ونقل البيان عن رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في السودان يحيى كليلة أن 11 من المصابين، بينهم 5 أطفال، ماتوا أثناء وجودهم في مستشفى المنظمة، لعدم تلقيهم الرعاية اللازمة أو نقلهم إلى مكان آخر لإجراء الجراحات اللازمة.

نازحون فرّوا من بلدتهم في معسكر زمزم شمال دارفور (الفرنسية)

نزوح آلاف الأسر خلال يومين

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، في وقت سابق، نزوح نحو 4 آلاف و684 أسرة خلال يومين من 21 قرية بولاية شمال دارفور غربي السودان، مع استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع بالولاية منذ مايو/أيار 2024.

وأفادت المنظمة الدولية في بيان، بأن نحو حوالي 4 آلاف و684 أسرة نزحت من قرى مختلفة بمنطقة دار السلام بولاية شمال دارفور، بسبب تزايد انعدام الأمن خلال السبت والأحد الماضيين.

وذكر البيان أن تلك الأسر نزحت من 21 قرية إلى مواقع مختلفة عبر منطقة دار السلام ومدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور.

ومنذ 10 مايو/أيار 2024، يشتبك الجيش وقوات الدعم السريع في الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس، و4 من هذه الولايات تقع تحت سيطرة الدعم السريع.

حصار الفاشر

وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر وتقصفها بوتيرة متكررة بهدف إجبار الجيش السوداني والقوات المشتركة المساندة له، على الخروج من المدينة التي تعد المركز الوحيد بإقليم دارفور الذي ما زال بيد السلطات السودانية غربي البلاد.

وفي هذا السياق، أعربت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان كليمانت سلامي نكويتا، الخميس، عن قلقها إزاء التقارير التي تتحدث عن تدمير المنازل وسبل العيش في دارفور غربي السودان.

وقالت المسؤولة الأممية على منصة إكس، إن المدنيين “لا يزالون يدفعون الثمن”. وأضافت أن الوصول إلى مخيم زمزم بالفاشر يكاد يكون مستحيلا في الوقت الذي يحتاج فيه الناس إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان