جمع 10 ملايين دولار.. الجعفراوي يروي قصة حملة التبرع لإعادة بناء مستشفى للأطفال في غزة (فيديو)

روى الناشط الفلسطيني صالح الجعفراوي للجزيرة مباشر قصة نجاح حملة التبرعات التي أطلقها لجمع 10 ملايين دولار، خلال بث مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل إعادة بناء مستشفى النصر للأطفال، الذي دمره جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملياته العسكرية بمدينة غزة، ما حرم مئات الآلاف من أطفال القطاع من تلقي العلاج.

وقال الجعفراوي للجزيرة مباشر إن الفكرة جاءت بعد معايشته لمعاناة أطفال غزة، ومعاينته لمواقف صعبة للأطباء الذين كانوا يشاهدون الأطفال يموتون بين أيديهم، بسبب حصار الاحتلال للقطاع ونقص العلاج، لافتًا إلى أن مستشفى النصر الذي دمره الاحتلال كان المستشفى الوحيد المخصص للأطفال في القطاع.

وأضاف “ناقشت مع فريق عمل الحملة أكثر من مشروع، وأنا اقترحت هذا المشروع الذي يُعتبر الأهم وله رمزية بجمع التبرعات من على أنقاض المستشفى”، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل رسالة لقدرة الشباب على إعادة البناء وعلى طاقتهم المتجددة.

صلاح الجعفراوي-

“كان الأمر أشبه بالمعجزة”

وتابع “الحمد لله الحملة شهدت إقبالًا كبيرًا، والمتبرعون كانوا من أجناس وأديان مختلفة، وكل العالم تعاطف مع هذه الحملة بشكل كبير جدًّا، واستطعنا جمع 10 ملايين دولار في 4 أيام. كان الأمر أشبه بالمعجزة، ولم أتوقع ذلك”.

وواصل “توقعت أن نجمع المبلغ في 10 أو 20 يومًا، لكن عندما تجاوزت التبرعات في أول يوم المليون دولار صُدمتُ، وتأكدت أن العالم بخير، وأن قضية غزة هي قضية العالم، وأن الجميع لديه رغبة في دعم ومساعدة غزة وأهلها وأطفالها”.

وأوضح الجعفراوي أن جميع حساباته على منصات التواصل الاجتماعي تعرضت للحذف، فضًلا عن التهديدات المستمرة له من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن ذلك لم يمنعه من مواصلة العمل الخيري لخدمة أهله في قطاع غزة.

وأكد أن حملته تفكر في جمع التبرعات لإعادة إعمار مستشفى الشفاء الطبي، واستدرك “لكن الموضوع كبير جدًّا، ولديَّ أمل أن همّة شبابنا وهمة الناس الحرة سوف تسهم في تحسين أوضاع غزة وجميع مؤسساتها”.

وحسب تقرير للمكتب الإعلام الحكومي في غزة، فقد دمر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على القطاع 34 مستشفى و80 مركزًا صحيًّا و212 مؤسسة طبية و191 سيارة إسعاف، بخسائر بلغت 3 مليارات دولار.

من هو صالح الجعفراوي؟

صالح الجعفراوي هو صحفي ومصور فلسطيني من قطاع غزة، عُرف بتوثيقه المستمر للعمليات العسكرية والدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

من خلال عدسته، يسعى الجعفراوي إلى إبراز معاناة المدنيين والأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان غزة تحت وطأة القصف. وقد لاقت الصور والمقاطع التي ينشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة على إنستغرام، اهتمامًا واسعًا محليًا ودوليًا.

نشاطه الإعلامي واستهدافه من قبل الاحتلال

ساهمت المواد المصورة التي أنتجها الجعفراوي في تسليط الضوء على الواقع الميداني لأحداث غزة، حيث تمكنت من الوصول إلى جمهور عالمي واسع. إلا أن هذا النشاط الإعلامي لم يمر دون استهداف، إذ أُعلن إدراج اسمه ضمن “القائمة الحمراء” الإسرائيلية للاغتيالات، بزعم أن محتواه يشكل تهديدًا للرواية الإعلامية التي تسعى إسرائيل لترويجها.

هذا الاستهداف أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والإعلامية، وسط دعوات دولية لتوفير الحماية للصحفيين العاملين في مناطق النزاع.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان