لجنة تحقيق أممية: هكذا تعمدت إسرائيل تدمير القدرات الإنجابية في غزة (فيديو)

أثار تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول الأراضي الفلسطينية المحتلة، جدلًا واسعًا، لا سيما في تل أبيب، بعد أن كشف عن انتهاكات جسيمة ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ووفقًا للجنة، فإن هذه الانتهاكات قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وكشف عضو اللجنة، كريس سيدوتي، أن التحقيق توصل إلى أدلة على استهداف منشآت طبية متخصصة في الإخصاب، مثل مركز “البسمة” الصحي؛ مما أدى إلى تدمير آلاف الأجنة.
وأكد في مقابلة مع الجزيرة مباشر، أن الهجوم كان متعمدًا، حيث تمتلك السلطات الإسرائيلية معلومات دقيقة عن المواقع الطبية ووظائفها؛ مما يعزز فرضية أن هذه الهجمات تهدف إلى القضاء على القدرات الإنجابية للفلسطينيين في غزة.
وأضاف سيدوتي، أن النساء في غزة يعشن ظروفًا صحية قاسية بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة؛ مما يؤثر في قدرتهن على الإنجاب بشكل آمن، موضحا أن منع وصول المساعدات الإنسانية يزيد من هذه المعاناة، ويعكس نية واضحة لاستهداف البنية السكانية للقطاع.

استخدام التجويع سلاح حرب
وأوضح التقرير أن إسرائيل فرضت حصارًا خانقًا على قطاع غزة، ومنعت دخول المساعدات الإنسانية؛ مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية بشكل كارثي. ووفقًا للجنة، فإن استخدام التجويع سلاح حرب يعد جريمة ضد الإنسانية وفق القانون الدولي.
وأكد سيدوتي أن إسرائيل لم تتعاون مع لجنة التحقيق، ورفضت الرد على مراسلاتها أو تقديم أي أدلة تناقض ما توصلت إليه اللجنة. كما منعت دخول المحققين إلى الأراضي المحتلة؛ مما أعاق جهودهم في جمع المزيد من الأدلة الميدانية.
وأشار عضو اللجنة إلى تعرض الأسرى الفلسطينيين لاعتداءات جسدية ونفسية مهينة، مع حرمانهم من إيصال أصواتهم أو المطالبة بمحاسبة مرتكبي الجرائم ضدهم، وسط صمت دولي اتجاه هذه الممارسات.
ورغم أن اللجنة لم تصدر حكمًا نهائيًّا حول وقوع إبادة جماعية، فإنها أكدت أن هناك مؤشرات قوية على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مع استمرار التحقيق لجمع مزيد من الأدلة قبل إصدار استنتاج نهائي.