أسامة حمدان: الاحتلال واهم.. ورفضنا محاولة ويتكوف تغيير الاتفاق المبرم (فيديو)

أكد القيادي بحركة حماس أسامة حمدان أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة هو “محاولة للخروج من اتفاق وقف إطلاق النار والانقلاب عليه بعد أن فشلت المحاولة السياسية للخروج من الاتفاق بقيادة ستيف ويتكوف” المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط.

وقال حمدان في مقابلة مع الجزيرة مباشر، الثلاثاء، إنه “بدلا من أن يحاول ستيف ويتكوف تقديم حلول للمشكلات العالقة وضمانات لتنفيذ الاتفاق بدأ يعمل على الخروج منه، وهنا التقت الإرداة الأمريكية مع الإرادة الإسرائيلية”.

وأوضح حمدان أن “ما طرحه ويتكوف محاولة للخروج من الاتفاق المبرم والدخول في اتفاق جديد، وهو ما رفضته حركة حماس”.

وتابع “على الرغم من ذلك طرحت الحركة، من أجل حماية مصالح شعبنا، إمكانية التجاوب مع مقترحات ويتكوف بشرط أن تكون جسرا للعبور إلى المرحلة الثانية”. ومن ثَم، وافقت حماس، كما ذكر حمدان، على “الإفراج عن الأسير الإسرائيلي-الأمريكي وأربع جثث لأسرى أمريكيين-إسرائيليين مقابل العودة للتفاوض حول المرحلة الثانية وتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى”.

“ويتكوف لم يكن جريئا”

وأضاف حمدان “مع الأسف لم يكن ويتكوف جريئا ولا شجاعا بما يكفي ليقول للإسرائيليين إنه يجب تنفيذ الأمر على النحو الصحيح، وهنا رأى الإسرائيليون فرصة للخروج عن الاتفاق عسكريا بعملية إرهابية فجر الثلاثاء طالت أكثر من 420 شهيدا وأكثر من ألف مصاب”.

وأكد أن هذه الهجمات الإسرائيلية توضح أن “القضية لا تتعلق بالمفاوضات ولكن برغبة إسرائيلية حيوانية في القضاء على الشعب الفلسطيني وإبادته”.

وشدَّد حمدان على أن “الاحتلال واهم إن كان يظن أنه سيضغط علينا بتصعيد عملياته العسكرية. وسبق أن قلنا إن وقف العدوان مسألة أساسية ويجب الإعلان عنها دون مواربة”، مشيرا إلى أن “الحركة قبلت بالتدرج خلال المفاوضات، وفوجئت إسرائيل بالتزام كامل من المقاومة فيما واصلت إسرائيل المماطلة في كل خطوة”.

لكن “محاولة الانقلاب على الاتفاق لن تؤدي إلى النتيجة التي يريدها الأمريكي والإسرائيلي”، كما أكد حمدان.

وقال حمدان “لم يصلنا أي مقترح بشكل رسمي من مصر، ولكن هناك بعض الأفكار التي يسوقها الإعلام الإسرائيلي والامريكي، فيما كان موقف قطر ومصر واضحا في إدانة العدوان الإسرائيلي والمطالبة بالعودة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.

“نتنياهو شخص فاسد”

ووصف حمدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “شخص فاسد مصاب بجنون العظمة، ويحاول استئناف الحرب للهروب من قضايا الفساد التي تلاحقه وأسرته”، مؤكدا أنه “يحاول إطالة أمد الحرب ولا يهتم بحياة الأسرى”.

وأوضح أن “التجربة الماضية خلال 15 شهرا من الحرب أوضحت أن الغارات الإسرائيلية أدت إلى قتل أسرى إسرائيليين، ومنهم من قُتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر”.

“إسرائيل لم تكن صادقة يوما”

وأشار حمدان إلى أن “إسرائيل لم تكن صادقة يوما في تنفيذ أي اتفاق مع الشعب الفلسطيني، فقد وقّعت على سبيل المثال اتفاق أوسلو عام 1993 الذي كان ينص على دولة فلسطينية بعد خمس سنوات وهو ما لم يحدث حتى اليوم”.

وأضاف أن “الإدارة الأمريكية دعمت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عبر 15 شهرا، ووفرت كل أسباب النجاح بما في ذلك المال والسلاح والدعم السياسي، ومع ذلك فشل العدوان”.

وتابع أنه جرى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار برعاية الوسطاء، وينص على أنه في المرحلة الأولى يجري إدخال المساعدات والإغاثة وآليات لرفع الأنقاض، وبموازاة ذلك يجري الإفراج عن الأسرى. وفي اليوم السادس عشر، تبدأ المفاوضات على المرحلة الثانية التي تتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتبادل الأسرى.

لكن ما حدث، كما أوضح حمدان، أن “إسرائيل لم تقبل التفاوض على المرحلة الثانية، ومنعت دخول المساعدات، ومنعت السماح بالمواد اللازمة للقطاع الطبي، ومنعت دخول الآليات الثقيلة، ورفضت الانسحاب من محور فيلادلفيا”.

وأكد حمدان أنه جرى التركيز في الاتصالات مع قطر ومصر على “ضرورة وقف العدوان والعودة إلى مسار المفاوضات على أساس أنه المسار الصحيح للإفراج عن الأسرى ووقف الحرب في قطاع غزة“، مشيرا إلى أنه “المسار الأساسي الذي التزمت به حماس بالكامل بينما ماطل العدو”.

تهجير 50 ألف فلسطيني في الضفة

وعن الوضع في الضفة الغربية، قال حمدان إنه “جرى تهجير 50 ألف فلسطيني في الضفة، وتجري عملية ترحيل هادئة تحت سمع وبصر السلطة التي لم تحرك ساكنا”.

وأضاف حمدان “السلطة تصطف إلى جانب الاحتلال في إدانة المقاومة وملاحقة المقاومين”.

وأكد أن حماس “منفتحة على أي جهد يعيد اللحمة للشعب الفلسطيني لمواجهة العدو الإسرائيلي”.

وأشاد حمدان بموقف جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني، خاصة أنهم “لا يزالون يتمسكون بموقفهم ولم يثنهم العدوان الأمريكي عن ذلك”. ووصف موقفهم بأنه “رسالة للمتخاذلين تُبرز قدرة الأمة على أن تُحدث فارقا في مواجهة العدوان”.